ناشدت عدة جمعيات ناشطة في مجال حماية الأثار والمعالم التاريخية بمنطقة وادي ريغ بورقلة السلطات المحلية والوزارة المعنية، بضرورة إيجاد مخطط مستعجل لحماية القصور التاريخية التي أصبحت مهددة بالانهيار وكذا المعالم التاريخية التي تزخر بها المنطقة، والتي عمرت قرونا من الزمن، قبل أن يصبح شبح الانهيار والاندثار يلاحقها. طالب عدد من رؤساء الجمعيات وممثلي فعاليات المجتمع المدني بعاصمة وادي ريغ بتڤرت، وزير الثقافة الجديد عز الدين ميهوبي، ببرمجة زيارة عاجلة لولاية ورڤلة، للوقوف على ما وصف بالكارثة، في حق أهم معالم تاريخية في الجنوب الشرقي للبلاد بعدما طالها التخريب بسبب سياسية الإهمال واللامبالاة للمسؤولين المحليين. وتوجه المواطنون إلى وزارة الثقافة مطالبين إياها باتخاذ تدابير فعالة لإعادة الإعتبار للقصور القديمة والمترامية الأطراف بربوع المنطقة، وهي المعالم التي يعود تاريخها لمئات السنين على غرار قصر مستاوة بقلب مدينة تقرت، الذي يعود تاريخ وجود إلى فترة حكم بني جلاب، بذات المنطقة وكذا وقصر زاوية سيدي الهاشمي بذات الجهة، وقصور تماسين وبلدة عمر، وقصر أنقوسة بورقلة وغيرها من الرموز التاريخية التي ظلت شاهدة على أصالة المنطقة وعراقتها. ووجه هؤلاء اتهامات للمسؤولين والمنتخبين المحليين، الذين فضلوا لعب دور المتفرج وعدم تحريك ساكن لما يحدث في حق هذه الكنوز التاريخية التي لا تقدر بثمن، فيما وجه آخرون أصابع الاتهام للسلطات المحلية كونها الوحيدة من تتحمل مسؤولية تهديم أجزاء كبير من هذه الأماكن الهامة، بحجة التوسع العمراني أو بذريعة أن هذه القصور باتت تشوه منظر المدينة، بسبب الانهيارات المتتالية وهي الذرائع التي يرفضها المجتمع المحلي جملة وتفصيلا. ويؤكد آخرون أن بعض من المسؤولين الذين تعاقبوا على المنطقة كان غرضهم الوحيد من تهديم مساحات وواجهات كبيرة من المعالم االتاريخية المذكورة، هو الإستيلاء على مساحات شاسعة، وتحويلها إلى ملكيات خاصة، حيث تعالت أصوات تنادي بفتح تحقيق مع مسؤولين في قضية تهديم رموز تاريخة تعود لمئات السنين، إذ تعمل بعض الجهات على جمع أدلة تثبت تورط مسؤولين سابقين في قضية إزاحة معالم تاريخية ومتابعتهم قضائيا. وأوضح محدثونا إلى أنه بات من الضرورية العمل على تصنيف هذه القصور والمعالم التاريخة ضمن التصنيفات الوطنية والدولية، لما لها من أهمية بالغة، خاصة وأنها قبل زمن قريب كانت مقصدا للسياح من خارج الجزائر منهم من قدموا من دول أروبية كأسبانيا وغيرها لإجراء دراسات حول النمط المعماري الأصيل الذي شيدت به هذه القصور أو أخذ صور تذكارية التي يتم تحويلها فيما بعد إلى لوحات فنية رائعة الجمال وبيعها بمبالغ مالية باهظة، في الوقت الذي لم تستغل فيه هذه الأماكن من طرف أبناء المنطقة. واحتضنت كل من منطقة تڤرت وورڤلة عدة لقاءات وندوات تحسيسية هدفها إبراز أهمية الموروث الثقافي للمنطقة وإحياء التراث المادي واللامادي، آخرها اليوم الدراسي الذي نظمته جمعية إحياء الموروث العمراني والمعالم التاريخية لمدنية تقرت الكبرى بقاعة المحاضرات بذات البلدية بعنوان "المواقع والمعالم التاريخة لإقليم وادي ريغ تعريف وتثمين" حيث خلص إلى إشارك جميع الفاعلين من مختصين وباحثين ومهتمين بشأن المنطقة في عملية إعادة المكانة المرموقة لهذه القصور والمعالم التاريخية كما كانت عليه في السابق.