ما الذي يجعل رجلا واحدا أمريكيا يدعى "مايكل فيلبس" يتغلب رياضيا على أمة كاملة جاوز تعدادها المليار نسمة؟!.. * هذا السباح الأمريكي الذي طلب الذهب والأرقام في الصين يتفنن الآن في تهديم الأرقام القياسية وجمع ميداليات المعدن الثمين، بينما يعجز سباحو ورياضيو البلدان التي تطل على الخليج والبحر المتوسط والبحر الأحمر والمحيط الأطلسي عن التواجد في السباقات النهائية، فمالك بمنافسة هذا السباح الأمريكي!! * في أولمبياد سيول بكوريا الجنوبية عام 1988 جمعت سباحة شابة شقراء من ألمانيا الديمقراطية تدعى كريستين أوتوست ميداليات ذهبية، بينما عجزت افريقيا ودول العالم العربي والإسلامي مجتمعة عن الاتيان بذات الحصيلة، وبعد عشرين سنة إندثرت ألمانيا الديمقراطية وانهار برجا أمريكا ولم يرفض فشل هذه الأمة أن ينهار بعد أن نجحت فقط في الجدل حول القشور وعجزت عن تطبيق لب دينها الحنيف الذي يقرّ أن مسلما مخلصا واحدا يغلب أمة كاملة في الحرب والاقتصاد وفي كل مجالات الحياة كما جاء في سورة الأنفال "إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين"، لكن الواقع يقول أننا مليار نسمة ويغلبنا سبّاح أمريكي واحد في الرياضة، والواقع يقول أننا أغنى البلدان تاريخا وجغرافية وثروات وغلبنا اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا وحتى أخلاقيات بلدانا مجهرية. * ما يحدث حاليا في الصين عندما تتداول كل الأمم من كل القارات على منصات التتويج وعلى مختلف الميداليات ونكتفي نحن ببعض فتات المعادن والتفرج مثل البلهاء دليل على أننا أمة لها القابلية إلى الاستعمار في كل شيء كما قال مالك بن نبي. * كلنا حفظ المقولة الإسلامية التي تطالبنا بأن نعلم أبناءنا الرماية والسباحة وركوب الخيل، وهي رياضات أولمبية بلغت مراحلها النهائية في الصين، ففاز بميدالياتها كل الأقوام ومن كل الألوان والمعتقدات والقارات.. إلا نحن الذين مازلنا مقتنعين بأننا مازلنا وسنبقى خير أمة أخرجت للناس!