شواطئ أزفون بتيزي وزو تدنت أعداد السياح والمصطافين من الملايين الذين كانوا يقصدون مختلف المناطق السياحية لولاية تيزي وزو خلال السنوات الماضية لتصل خلال الموسم الحالي إلى أعداد لا ترقى للمستوى المطلوب، هذا الوضع المر انعكس سلبا على الواقع الاقتصادي للولاية، إذ تفقد سنويا الملايير من الدينارات التي يقوم هؤلاء السياح، خاصة الأجانب منهم بصرفها، إضافة إلى العديد من مناصب العمل المؤقتة التي كان يستفيد منها العديد من الشباب البطال على مستوى الولاية. * ومن جانب آخر فقد تسبب عامل نقص التغطية الأمنية وتدهور الوضع الأمني في إحجام العديد من السياح عن زيارة المنطقة وتحولهم إلى وجهات أخرى، وبالمقابل فإن بعض المختصين في السياحة أرجعوا هذا التدني الكبير لأعداد السياح بالولاية إلى نقص المرافق السياحية المتوفرة وضعف نوعية الخدمات التي توفرها الفنادق، مقارنة مع الخدمات التي توفرها الفنادق في الدول المجاورة كالمغرب وتونس، وحسب شهادات العديد من السياح العائدين من هذه البلدان مؤخرا، لا توفر الفنادق الجزائرية ولو القسط القليل من خدمات فنادق هذه البلدان، هذا الأمر انطبق على الواقع مباشرة وزاد من سوء وضع السياحة الجزائرية وساهم في فرار أغلب السياح نحو هذه البلدان. * * تسجيل أزيد من 1 مليون و184 ألف مصطاف خلال شهرين * * وصل عدد المصطافين الذين سجلت مصالح الحماية المدنية مرورهم على مستوى الشواطئ السبعة المفتوحة على مستوى ساحل الولاية خلال الفترة الممتدة من الفاتح جوان وإلى غاية 31 جويلية،1 مليون و184 ألف و50 مصطافا، هذه الأعداد من المصطافين حسب نفس الأرقام التي بحوزتنا سجلت بكل من "الشاطئ الكبير" بتيقزيرت الذي أحصى نحو 288170 مصطاف، وشاطئ "ثاخروبث" المتواجد على بعد 250 متر غرب مدينة أزفون بنحو 248800، وشاطئ "ثاسالاسث" بتيقزيرت بحيث سجل دخول 192210 مصطاف.. الخ، كما أحصت مصالح الحماية المدنية 825 تدخل، 145 منها خلال شهر جوان و680 خلال شهر جويلية، و لحسن الحظ لم تسجل لحد الآن أية حالة غرق. * * مخطط استعجالي وملايير الدينارات لإنقاذ شواطئ تيزي وزو من التلوث * * خصصت مديرية النشاط الاجتماعي لولاية تيزي وزو نحو 9 ملايير و800 مليون دينار من أجل الشروع في 7 مشاريع في إطار برنامج الجزائرالبيضاء ومخطط الشواطئ النظيفة، هذا البرنامج الذي يقتصر على التغطية الشاملة للشواطئ المفتوحة للسباحة على مستوى ساحل الولاية من طرف ما يقارب 49 شابا بطالا، وهذا عبر القيام بحملات تنظيف دورية ويومية من أجل تخليص الشواطئ من جميع القاذورات والنفايات المتراكمة، إلى جانب هذا ومن أجل التخلص من المشكل الذي تعاني منه شواطئ الولاية من حيث التسرب العشوائي لمياه الصرف الصحي إلى العديد من الشواطئ، فقد باشرت مختلف المصالح المعنية في تنفيذ برنامج استعجالي يقتصر على إنجاز محطة خاصة لمعالجة المياه المستعملة وهذا من أجل منع تسربها إلى الشواطئ ومن ثم التسبب في خطر انتشار الأمراض المعدية المتنقلة عبر المياه، على الرغم من أن هذا البرنامج أعطى ثماره على أرض الواقع وخلص العديد من الشواطئ من هذا الهاجس، إلا أنه و لحد الساعة ماتزال بعض الشواطئ عرضة لخطر انتشار الأوبئة المختلفة المتنقلة عبر المياه وخصيصا شاطئ الجنة الصغيرة وشاطئ سيدي خليفة بأزفون، بحيث تصب في كل منهما قنوات لصرف المياه المستعملة مباشرة داخل الشاطئ وعلى مرآى المصطافين عبر بعض الأودية التي تتصل مباشرة بها. * * نقص فادح في هياكل استقبال السياح * * ساهم نقص الهياكل المخصصة لاستقبال السياح في نفور أعداد لا بأس بها منهم وتحولهم نحو وجهات أخرى، وحسب ما أفادتنا به مصالح مديرية السياحة بالولاية فقد سخرت المديرية لاستقبال السياح هذا العام 23 فندقا من بين 42 المتواجدة بالولاية، هذا العدد الضئيل جدا من الفنادق التي فتحت أبوابها لموسم هذه السنة لا تستطيع توفير المبيت إلا لمجموع 2142 سائح يوميا، هذه الفنادق وحسب تصريحات مسؤول من مديرية السياحة لتيزي وزو أغلق منها 19 فندقا عن العمل هذه السنة وبسعة استيعاب تصل في مجموعها إلى نحو 867 سرير، هذه الفنادق لن يستطيع أغلبها مزاولة نشاطه هذا العام بسبب عدم تسوية وضعياتها الإدارية، وأما الباقي فقد توقفت نهائيا عن النشاط؛ وبخصوص خريطة توزع هذه الفنادق المفتوحة وحسب المعطيات المتوفرة لدينا فإن عددها على مستوى المناطق الحضرية أكثر من المناطق الأخرى بحيث تحتل مدينة تيزي وزو المرتبة الأولى بمجموع 12 فندقا مفتوحا، تليها في المرتبة الثانية فنادق المناطق الساحلية والقريبة من البحر، وهي كل من تيقزيرت وأزفون، وهذا بمجموع 7 فنادق، ثم تأتي باقي المناطق المناخية أو الشبه حضرية. * * 126 سائح أجنبي فقط حجزوا فنادق في جوان الماضي * * لم تسجل مصالح مديرية السياحة هذا العام سوى دخول مجموع 5775 سائح إلى مختلف الفنادق المفتوحة بالولاية، هذه الأرقام الضئيلة جدا لا تمثل سوى الثلث بمقارنتها مع أرقام السنة الماضية التي عرفت دخول نحو 15731 سائح إلى هذه الفنادق، سجلت من بينهم مديرية السياحة إقامة نحو 6710 سائح، وعلى خلاف السنة الماضية التي سجل فيها قدوم941 سائح أجنبي خلال شهر جوان لم تسجل مديرية السياحة هذا العام إلا دخول 126 سائح أجنبي لمختلف الفنادق بتراب الولاية، وحسب نفس المصادر فإن هؤلاء الأجانب الذين تختلف جنسياتهم من فرنسية وإسبانية وتونسية أقام منهم على مستوى مختلف الفنادق 269 شخص إقامة تمتد من يوم إلى أسبوع. * * 15 عملية إرهابية بالولاية خلال شهرين * * لقد أثرت مختلف الأحداث التي عرفتها منطقة القبائل عامة وولاية تيزي وزو خصوصا في السنوات القليلة الماضية والتي ماتزال تعرفها لحد الآن ولا سيما الأمنية منها، بشكل كبير على مستقبل السياحة في تيزي وزو، وأدى ذلك بالعديد من السياح إلى تغيير وجهاتهم السياحية إلى المناطق الساحلية الأخرى من الوطن وخارجه، فقد عرف إقليم ولاية تيزي وزو من الفترة الممتدة من الفاتح جوان إلى غاية 31 من جويلية المنصرم مجموع 15 عملية إرهابية تم تنفيذها على مستوى مناطق متفرقة من تراب الولاية، هذه العمليات حسب المعطيات المتوفرة لدينا تمثلت في 8 عمليات استهدفت مدنيين وهذاعبر 3 عمليات اختطاف شهدتها بالترتيب الزمني كل من معاتقة وواسيف وتابوقيرت، وخلصت إلى إطلاق سراح المختطفين مقابل دفع مبالغ مالية معتبرة من طرف عائلات الضحايا، يضاف إليها عمليتين تم فيهما اقتحام حانتين لبيع المشروبات الكحولية من أجل ابتزاز زبائنهما وصاحبيهما من أموالهم وهواتفهم، الأولى على مستوى واقنون والثانية على مستوى مدينة عين الحمام، إلى جانب هذا فقد تم تسجيل 3 حواجز مزيفة، اثنين منهما سلبت فيهما أموال وهواتف وسيارات مواطنين، الأول على مستوى واقنون والثاني على مستوى المكان المسمى "لاكريط" بنواحي تيقزيرت، والأخير تم فيه حرق شاحنة صغيرة للتبريد بنواحي تيقزيرت لأحد الخواص الذي رفض أن يتنازل عنها لصالح بعض العناصر الإرهابية التي ترصدته في حاجز مزيف؛ * أما العمليات ال 7 الباقية فقد تمثلت في عمليات إرهابية متفرقة استهدفت مختلف مصالح الأمن على مستوى الولاية، أدت في مجملها إلى مقتل 5 أشخاص من بينهم عون من الحرس البلدي و4 جنود وإصابة عونين من الحرس البلدي و7 جنود بجروح متفاوتة الخطورة، وحسب نفس المعطيات فإن تسلسل هذه العمليات بدأ بعملية اغتيال جندي وحرق شاحنة لتموين الجيش بأغريب لتليها عملية تفجير قنبلة على دورية للجيش بآيت شافع بأزفون مخلفة مقتل 3 جنود وجرح 4 آخرين، ثم مقتل عون من الحرس البلدي وجرح اثنين آخرين وإصابة 3 جنود بجروح متفاوتة الخطورة في هجوم إرهابي على مفرزة للحرس البلدي بنواحي تادمايت، ثم من جديد عملية لحرق شاحنة أخرى لتمويل الجيش بأغريب تضاف إليها اشتباكات بين الجيش ومجموعات إرهابية على مستوى كل من واقنون وغابات قرقور بنواحي معاتقة.