يعاني قطاع السياحة في تيزي وزو من أزمة خانقة في الأعوام الأخيرة ولاسيما العام الماضي وهذه السنة، فلقد تراجعت أعداد المصطافين والسياح الذين ألفوا القدوم إلى مختلف المناطق السياحية التي تزخر بها الولاية، وبعدما كانت تيزي وزو تحصي الملايين في السنوات الماضية عادت إلى حدود 1 مليون و500 ألف مصطاف في صائفة العام الماضي، والعدد مرشح للهبوط أكثر هذا العام. هذا و قد وصلت أعداد المصطافين الذين سجلت مصالح الحماية المدنية مرورهم على مستوى شواطئ ساحل الولاية التي لا تتعدى 7 شواطئ، خلال الفترة الممتدة من الفاتح جوان و إلى غاية 15 جويلية 249 ألف و270 مصطاف، هذه الأعداد من المصطافين الذين راودوا شواطئ أزفون وتيقزيرت سجلت عليهم نفس المصالح مجموع 323 تدخلا، تم إنقاذ 89 شخصا من بينهم من موت محقق بالغرق 211 آخر تمت معالجتهم بعين المكان و نقل 23 الباقون إلى مختلف المؤسسات الإستشفائية. نقص فادح في هياكل الاستقبال لقد أثرت مختلف الأحداث التي عرفتها منطقة القبائل في السنوات القليلة الماضية و التي ما تزال تعرفها لحد الآن بشكل كبير على مستقبل السياحة في تيزي وزو، وأدى ذلك بالعديد من السياح إلى تغيير وجهاتهم السياحية إلى المناطق الساحلية الأخرى من الوطن. وحسب ما أفادتنا به مصالح مديرية السياحة لولاية تيزي وزو، فلقد سخرت المديرية لاستقبال السياح هذا العام مجموع 26 فندقا من بين 43 المتواجدة على تراب الولاية، هذا العدد الضئيل جدا من الفنادق التي تحتوي عليها الولاية تيزي وزو لا تستطيع توفير المبيت إلا لمجموع 2277 سائح يوميا. زيادة على ذلك فإنه من مجموع هذه الفنادق المتواجدة على تراب الولاية لا ينشط منها – حسب ذات المصادر - سوى 26 فندقا وبسعة استيعاب لا تتعدى 1364 سريرا، فقد تم غلق 09 فنادق عن العمل لن تستطيع مزاولة نشاطها هذا العام و التي بلغت سعتها الإجمالية 498 سريرا، البعض منهم لم يسووا بعد وضعياتهم الإدارية و الباقي توقفوا نهائيا عن النشاط، و حسب نفس المصدر دائما فقد تم غلق 08 فنادق أخرى و هذا لوقت مؤقت، بحيث يمكنها الفتح مباشرة بعد تسوية وضعياتهم الإدارية و قد بلغت سعة استيعابها الإجمالية 415 سريرا. وتتوزع الفنادق التي تتوفر عليها الولاية تيزي وزو عبر تراب الولاية على النحو التالي 07 فنادق على مستوى مدينة تيزي وزو و 03 فنادق على مستوى المناطق المناخية و هي كل من بني يني عين الحمام و إيعكوران و 04 فنادق على مستوى الشريط الساحلي للولاية من بين ال 11 المتوفرة على طول الشريط الذي يبلغ 80 كلم و 14 فندقا الباقية موزعة على مختلف مناطق الولاية. و من جهة أخرى، فقد أفادتنا مديرية السياحة لتيزي وزو عن حصيلة أرقام 20 فندقا من بين مجموع الفنادق الأخرى و هذا خلال الفترة الممتدة من الفاتح جوان المنصرم و إلى غاية نهايته - الشهر الأول من موسم الاصطياف -، فلقد تم تسجيل دخول مجموع 15731 سائحا إلى هذه الفنادق من بينهم 941 سائحا أجنبيا، هذا وقد صنفت مديرية السياحة قائمة السياح الذين تراودوا على مختلف فنادق تيزي وزو على النحو التالي: من بين 941 سائحا أجنبيا سجل دخولهم إلى فنادق تيزي وزو أقام منهم 743 سائحا من يوم إلى أسبوع على مستوى هذه الفنادق، فيما سجل دخول 198 سائحا أجنبيا الباقون إلى هذه الفنادق بدون إقامة و لو لليلة واحدة، ومن بين أعداد السياح الأجانب الذين مروا عبر ولاية تيزي وزو فضل 609 سائح من بينهم الإقامة على مستوى الفنادق التي تقع بقلب مدينة تيزي وزو. هذه الظاهرة تعد سابقة مقارنة الأعوام الماضية التي كانت فيها الوجهة الأولى للسياح الأجانب في المناطق الداخلية و الساحلية، أما هذه الأعوام فقد عادت قبلة هؤلاء السياح نحو المدن فلم تسجل الفنادق الواقعة بالمناطق المناخية و لا إقامة واحدة، فيما سجل أحد الفنادق الواقعة على مستوى مدينة تيقزيرت 70 سائحا أجنبيا، و قد صنفت مديرية السياحة من بين السياح الذين اعتادوا على فنادق الولاية المتوفرة هذا العام خلال الفترة المحددة سابقا مجموع 14790 سائحا من جنسية جزائرية. إن هذا الانخفاض الرهيب في أعداد السياح على مستوى الولاية تيزي وزو لا يوحي بالخير على مدى السنوات اللاحقة، الأمر الذي ظهرت تداعياته مباشرة على الواقع الاقتصادي للولاية، إذ تفقد الولاية سنويا الملايير من الدينارات التي يقوم هؤلاء السياح خاصة الأجانب منهم بصرفها على مستوى مختلف المناطق، إلى جانب خلق العديد من مناصب العمل المؤقتة للعديد من الشباب البطال على مستوى الولاية. أما بعض الملاحظون في الميدان السياحي فقد أرجعوا هذا التراجع الكبير في أعداد السياح على مستوى الولاية تيزي وزو إلى نقص المرافق السياحية المتوفرة على مستوى الولاية إلى جانب النقص في نوعية الخدمات التي توفرها معظم هذه الفنادق، فمقارنة بالفنادق التي توفرها قطاعات السياحة على مستوى العديد من البلدان المجاورة كالمغرب و تونس لا توفر الفنادق الجزائرية و لو القسط القليل من خدمات فنادق هذه البلدان، الأمر الذي ينطبق على الواقع مباشرة بفرار أغلب هؤلاء السياح إلى هذه البلدان المجاورة أو للبحث عن خدمة أفضل بين الفنادق المتوفرة. حسان زيزي