بطموح كبير وأمل في نيل الأجر والثواب وإرادة تكسر حاجز الإعاقة، أبى القاصر محمد المنتصر بالله حفيان، المنحدر من منطقة البحور، التابعة لدائرة تماسين الواقعة 160 كلم عن مقر ولاية ورڤلة، إلا أن يحرص على أداء العبادات وإقامة الصلاة طيلة شهر رمضان المعظم في المسجد سيما صلاة التراويح، والعجيب أنه يؤديها وهو قائم على أطراف يديه دون ملل ولا كلل. ورغم الإعاقة البالغة التي يعاني منها "محمد منتصر بالله" جرّاء تعرضه لحادث مروري مأساوي فقد على إثره نصفه السلفي، وهي الإعاقة التي تعد الرابعة من نوعها عالميا حسب المختصين، إلا أنها لم تنقص من عزيمته شيئا بل زادته إصرارا وأملا كبيرين في التقرب من الله تعالى، حيث يُصر هذا الطفل على أداء صلاة التراويح بمسجد الزبير بن العوام بمسقط رأسه، واقفا على كلتا يديه، وهي الطريقة التي أبهرت الكثيرين، بينما تغيب عن هذه النافلة عديد الأصحاء، وهو ما يعكس أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الفكر والإرادة وليست إعاقة الجسد. وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورة محمد منتصر وهو يؤدي صلاة التراويح داخل المسجد المذكور، مستندا على أطراف يديه فقط، في مشهد مؤثر تقشعر له الأبدان وتلين له القلوب وتدمع له الأعين، ما جعل الكثير من النشطاء يشاركون صورة هذا البراءة التي حصدت إعجاب مئات الأشخاص. وأشاد الجميع بعزيمة هذا البرعم التي لا تكاد توصف، سائلين الله له أن يرزقه الثواب في الدنيا والآخرة.
ومعلوم أن حالة محمد منتصر المعقدة تعود إلى سنة 2005، حيث تعرض إلى حادث مرور خطير، حيث داهمته شاحنة ذات مقطورة، فقد على إثرها جزءه السفلى بالكامل بالإضافة إلى الحوض والأعضاء التناسلية.