يشرع الوزير الأول، عبد المالك سلال، الخميس، في زيارة لولاية غرداية على رأس وفد وزاري هام بعد المواجهات التي عرفتها منذ أيام وأدت إلى مقتل أكثر من 20 شخصا. وكان رئيس الجمهورية قد ترأس الأربعاء اجتماعا خصص للوضع السائد في غرداية تم خلاله اتخاذ عدة قرارات حيث كلف الرئيس بوتفليقة قائد الناحية العسكرية الرابعة بالإشراف على عمل مصالح الأمن والسلطات المحلية المعنية من أجل استتباب النظام العام والحفاظ عليه عبر الولاية. كما أمر الوزير الأول بالسهر بمعية وزير العدل حافظ الأختام بأن تتكفل النيابة العامة بسرعة وبحزم بكل خروقات القانون عبر ولاية غرداية لاسيما المساس بأمن الأشخاص والممتلكات. كما كلفت الحكومة بالسهر تحت سلطة الوزير الأول على التسريع بتنفيذ البرامج المسطرة بهدف بعث التنمية الاقتصادية والاجتماعية وعودة الأمور إلى مجاريها الطبيعية عبر إقليم الولاية. وقد توفي 22 شخصا وأصيب آخرون بجروح خلال اشتباكات بين مجموعات من الشباب بغرداية منذ تجدد هذه الأحداث بالمنطقة مطلع جويلية الجاري حسب حصيلة جديدة أوردتها الولاية. وأشار مصدر بالولاية إلى تسجيل وفاة "أربعة أشخاص منتصف الأربعاء بغرداية متأثرين بإصاباتهم جراء هذه الأحداث". وسجلت أكبر حصيلة بمدينة القرارة (19 ضحية) من بينها واحدة سجلت الثلاثاء بعد تعرضها لمقذوفات قام برميها مجهولون. كما سجل سقوط ضحيتين الثلاثاء ببريان وواحدة بغرداية خلال اشتباكات مماثلة حسب نفس المصدر. وامتدت هذه الاشتباكات الحاصلة بين مجموعات من الشباب لتطال عدة أحياء أخرى بمناطق سهل وادي ميزاب وبريان والقرارة حيث ارتكبت أعمال تخريب وحرق للسكنات والمحلات التجارية وواحات نخيل وتجهيزات حضرية ومرافق عمومية ومركبات من قبل مجموعات من الشباب الملثمين. وتم نشر تعزيزات أمنية هامة من أجل وضع حد لهذه الاشتباكات واستتباب الأمن والطمأنينة بالمنطقة. واضطرت قوات حفظ الأمن إلى استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريق المجموعات المتنازعة. وسجل غلق المحلات التجارية على مستوى مختلف أحياء سهل وادي ميزاب وبريان والقرارة وذلك استجابة لنداء إلى "إضراب عام" دعا إليه "مجموع التجار الإباضيين" تعبيرا عن احتجاجهم على أعمال العنف التي تشهدها منطقة غرداية. وقد أصيب عشرات الأشخاص خلال هذه المواجهات حيث تحاول قوات حفظ الأمن التي أرسلت إلى تلك المواقع تفريق المتنازعين واستتباب الأمن مستعملة القنابل المسيلة للدموع. وكان قائد الناحية العسكرية الرابعة اللواء الشريف عبد الرزاق قد تنقل الثلاثاء إلى مدينة غرداية للوقوف الميداني على الوضع السائد بها ليعقد على الفور اجتماعا "لضبط الخطة الأمنية ولتنسيق الجهود قصد تفادي تكرار مثل هذه الأحداث ولاستعادة الأمن والاستقرار بمنطقة غرداية". وكانت وزارة الدفاع الوطني قد أوضحت في بيان لها أن "قائد الناحية العسكرية الرابعة اجتمع كذلك بمقر الولاية مع كافة الأطراف المعنية بعملية التهدئة واستتباب الأمن والطمأنينة بغرداية". واندلعت هذه الأحداث ليلة السبت لتتواصل الاشتباكات بين شباب من حيي كف حمودة وباب سعد ببريان إلى غاية الصباح اثر رشق مارة وعربات بالحجارة والزجاجات الحارقة من قبل شباب مجهولين حسب منتخب محلي أشار إلى تسجيل حوالي 10 جرحى اثنين منهم في حالة خطرة.