كشف عبد الكريم غريب سفير الجزائر بدولة مالي والوسيط الجزائري في الأزمة المالية بين الحكومة المالية وزعماء القبائل التوارق عن عقد اجتماع بين مسؤولين ممثلين عن حكومة باماكو والمتمردين التوارق في 28 أوت المقبل بالجزائر * وأوضح غريب وهو يكشف أمس ل"الشروق اليومي" عن تاريخ انعقاد هذا اللقاء، أنه سيكون مناسبة لتقييم مراحل تنفيذ اتفاق الجزائر في القضايا المعالجة وأيضا النظر في الملفات الأخرى العالقة بحضور الأطراف المعنية والوسيط الجزائري، وذلك بالجزائر التي تكون عبر هذه المبادرة قد حققت خطوة هامة في تسوية الأزمة المالية على خلفية الإفراج عن 21 عسكريا أسيرا لدى المتمردين التوارڤ بطلب من الوسيط الجزائري. * وقال السفير الجزائري بمالي الذي سهر على تنفيذ الإتفاق، إنه تم تسليمهم صباح أول أمس إلى الحكومة المالية انطلاقا من منطقة برج باجي مختار الحدودية ولفت غريب الانتباه الى أن من بين هؤلاء ضابط سامي في الجيش المالي يقود المعتقلين، وأضاف إن "الجزائر طلبت من المعارضين القيام بمبادرة تعبيرا عن حسن نواياهم في تحقيق حل للأزمة وفعلا قاموا بالإفراج عن هؤلاء العساكر". * واعتبر غريب عبد الكريم، أن الجماعة التي قامت بالإفراج عن العساكر المحتجزين هي التي قامت بالتوقيع على اتفاق الجزائر في جويلية 2006 وكان ذلك ثمرة الإجتماعات التي تم عقدها بالجزائر منذ جويلية الماضي، حيث حرصت الجزائر على السهر على تنفيذ الإتفاق خاصة في ظل عودة التوتر الى المنطقة والإشتباكات مع السعي لإشراك جميع الفصائل المتصارعة في المنطقة في الإجتماع الأول في جويلية الماضي "قمنا بدعوتها لتنضوي تحت الإتفاقية وتشتغل معنا حتى نعطي تفسيرا لبنود الإتفاقية وشرح أبعادها". * وأفاد السفير الجزائري أنه تقرر في أول اجتماع تهدئة الأجواء مع وقف إطلاق النار "الذي لايزال محترما وقائما"، وفي ثاني لقاء تم الإتفاق للسهر على ضمان عودة العائلات النازحة المقيمة بالحدود الجزائرية من مدينتي كيدال وقاو، وكانت أكاديمية المجتمع المدني قد أوفدت إليها قافلة مساعدات مؤخرا وأخرى لجأت الى بوركينافاسو الى ديارها ومناطقها، حيث ستستفيد من إعانات ومساعدات تتمثل في خيم ومواد غذائية ومتابعة صحية من طرف الهلال الأحمر الجزائري، كما تم الإتفاق على نزع الألغام المزروعة في المنطقة لتسهيل تنقل العائلات وأيضا مواشيهم التي تعد مصدر رزقهم وقوتهم، أما النقطة المهمة الأخرى، فتتعلق بالإفراج عن جميع المعتقلين لدى الطرفين. * وينتظر أن يتم تقييم الملفات التي أثيرت في اجتماع 21 جويلية الماضي، وسيعرض عبد الكريم غريب السفير الجزائري في مالي نتائج مفاوضات الوساطة التي تقوم بها الجزائر لتسوية النزاع القائم بين مسؤولي حكومة مالي وزعماء قبائل التوارڤ المتمردين من أجل عودة السلم إلى شمال مالي.