تحوّل كل من مشروع منفذ ربط ولاية تيزي وزو بالطريق السيار شرق غرب، ومشروع سد أسيف نتسلاثا، إلى مصدر معاناة سكان المناطق الجنوبية الغربية للولاية، بسبب الشلل اليومي في حركة المرور على الطريق الوطني رقم 25 لا سيما المسجل على مستوى الشطر الرابط بين مفترق الطرق المسمى "لاكاس" وكذا "الجسر الأسود". لم يعد مستعملو هذا الطريق على غرار القادمين من الولايات الشرقية للوطن والقاطنين بدوائر ذراع الميزان، بوغني، تيزي غنيف، معاثقة، يتحملون الواقع المرّ الذي يعيشونه بشكل يومي على مستوى كل من مفترق الطريق المسمى "لاكاس" وكذا النقطة المسماة ب "الجسر الأسود". وذلك بسبب الشلل الكلي في حركة المرور الذي يشهده خلال الفترات الصباحية والمسائية خصوصا، على امتداد طيلة أيام الأسبوع، ما يجعل المارة القادمين من دائرتي ذراع الميزان وبوغني، خاصة العمال، محاصرين في وسط الازدحام المروري الشديد لساعات عديدة تبلغ أحيانا أكثر من ساعتين، الذي يصل طابوره مدخل مدينة ذراع بن خدة. وبحسب ما أكده مستعملو الطريق في تصريحاتهم ل"الشروق"، فإن معاناتهم على مستوى هذه النقطة تفاقمت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، خصوصا أن الازدحام في حركة المرور يتم تسجيله خلال الفترات المسائية وبالضبط ابتداء من الساعة الرابعة ليتواصل إلى غاية الساعة التاسعة ليلا لاسيما يومي الأحد والخميس. وفي السياق ذاته، أشار محدثونا إلى أن الأسباب المؤدية إلى شل حركة المرور بالمنطقة عديدة تكمن أغلبيتها في تهور ورعونة بعض مستعملي الطريق وعدم احترامهم قانون المرور، فضلا عن التوقف العشوائي والمفاجئ لأصحاب المركبات قصد اقتناء حاجياتهم من الباعة العشوائيين للخضر والفواكه المنتشرين على حافتي الطريق، أضف إليها أشغال السد والمنفذ نحو الطريق السيار. وصرحوا أن النقطة السوداء الأخرى الأكثر تسببا في المشكل تتمثل في وجود محل بيع المشروبات الكحولية بمكان غير بعيد عن مفترق الطرق، الذي يستقبل أعدادا كبيرة من المواطنين الذين يقدمون على ركن سيارتهم بحافة الطريق بطريقة فوضوية قصد ابتياع الخمور. وأضاف المتحدثون أن الانتشار الفوضوي لنقاط بيع قطع غيار السيارات المستعملة بالمكان، من بين الأسباب التي أدت إلى شل حركة المرور بمفترق الطرق، مشيرين إلى أن هذا المكان يستقبل يوميا عددا هائلا من المواطنين المتوافدين من مختلف ولايات الوطن قصد اقتناء قطع غيار السيارات، الذين، بحسبهم، يقدمون في ظل غياب حظيرة لركن سياراتهم على التوقف بصفة عشوائية على حافتي الطريق ويعيقون السير الحسن لحركة المرور. من جهة أخرى، تساءل مواطنو الناحية الجنوبية لتيزي وزو، عن سبب عدم تدخل السلطات المعنية لاسيما الأمنية منها من أجل احتواء الوضع عن طريق وضع حاجز أمني بمفترق الطرق لمنع أي تجاوزات في قانون المرور من شأنها شل حركة المرور التي تدفع بالكثيرين إلى العبور من "أكال أزقاغ" رغم صعوبة المسلك.