كشف الأمين العام للاتحاد الوطني للفلاحين الجزائريين محمد عليوي مؤخرا، عن عزم الحكومة تجسيد المشروع الزراعي الضخم المسمى"المثلث الخصيب" انطلاقا من الولاية المنتدبة للمنيعة، والممتد إلى ولايات تميمون وعين صالح فالمشروع الفلاحي المذكور خاص بزارعة المحاصيل الرئيسية في الجزائر كالقمح والشعير والذرة الصفراء. سجلت الفلاحة خلال السنوات الأخيرة مستويات قياسية بأقاليم ولاية المنيعة، لكن الإنتاج المحلي - يقول عليوي - لا يزال غير كافي في الوقت الراهن، وأضاف أن الجزائر تريد تنمية زراعة الذرة الصفراء في مناطق الجنوب لأنها مهمة جدا، إضافة إلى ارتفاع أسعارها في الأسواق العالمية، مضيفا أنه تم تحديد الإنتاج المستهدف والمساحات التي ستزرع، وقال إن الحكومة مقتنعة أن الأراضي الزراعية المتواجدة جنوب ولاية المنيعة مناسبة لزراعة الذرة بعد التخطيط لإدخال أنظمة الري الحديثة وتقديم حوافز لزراعتها خصوصا في جنوب البلاد. قال إن واردات الغذاء تشكل نحو 20 بالمائة من إجمالي الواردات التي تقدر بحوالي 45 مليار دولار سنويا، وتتضمن المشتريات الرئيسية من الخارج كالقمح بمتوسط سنوي قدره خمسة ملايين طن، ودفع ارتفاع الأسعار في الخارج في سبتمبر 2012 إلى تجميد الرسوم على واردات الذرة والصويا لمدة 11 شهرا لحماية سوقها، وأردف عليوي أنه سيتم تشكيل لجنة وزارية لتحديد المساحات التي ستزرع بالذرى، وأن هذه مجرد بداية، حيث ستتمكن الجزائر من خفض وارداتها من الذرة في السنوات الثلاث إلى الأربع القادمة، وأضاف ذات المتحدث أن مجال زراعة الذرة مفتوح أمام القطاعين العام والخاص وأيضا المستثمرين الأجانب، وأن هناك ترحيبا بأي أجنبي يسعى للاستثمار، حيث توجد أراض خصبة كما وافقت الحكومة على حوافز، من بينها إعفاءات ضريبية للاستثمار في المناطق الجنوبية، ويفرض القانون الجزائري على الأجانب أن يدخلوا كشركاء مع شركات جزائرية بحد أقصى للملكية قدره 49 بالمائة في أي مشروع استثماري.
أشارت مصادر متابعة لقطاع الفلاحة في الجنوب أن الجزائر تكافح باعتبارها العضو بمنظمة أوبك، والتي يشكل النفط والغاز حوالي 96 بالمائة من إجمالي صادراتها لتعزيز القطاعات الأخرى ومن بينها الزراعة، وفي إطار جهودها لتخفيف أعباء فاتورة الواردات تمنح الحكومة حوافز للمزارعين من بينها قروض بدون فوائد، وقال عليوي سنطلب المزيد من الحوافز لزراعة الذرة بمناطق الجنوب، خصوصا مدينة المنيعة وهي المنطقة الأولى في الجزائر من حيث الوفرة على المياه الجوفية ونوعية التربة لتحقيق هذا النجاح الاستراتجي في إحلال نبات الذرة الأصفر مكان معدن الذهب من حيث القيمة الاقتصادية في الجزائر.