أعلن محمد عليوي رئيس اتحاد الفلاحين الجزائريين عن أول مشروع فلاحي لإنتاج تجاري للذرة في الموسم القادم، و ستباشر رسميا زراعة الذرة في الموسم المقبل الذي يبدأ في أكتوبر هذا العام. وقال في تصريحات إعلامية له أمس إنه تم تشكيل لجنة لتحدد المساحات التي ستزرع بالذرة. مضيفا "هذه مجرد بداية وستتمكن الجزائر من خفض وارداتها من الذرة في السنوات الثلاث إلى الأربع القادمة. وقال إن مجال زراعة الذرة مفتوح أمام القطاعين العام والخاص وأيضا المستثمرين الأجانب. وأضاف أن هناك ترحيبا بأي أجنبي يسعى للاستثمار حيث توجد أراض خصبة كما وافقت الحكومة على منح حوافز من بينها إعفاءات ضريبية للاستثمار في المناطق الجنوبية. وأعلنت شركات أن فرنسا وايطاليا واسبانيا وكندا والسعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة تسعى الى الاستثمار في مشروعات زراعة الذرة. و وقال عليوي "سنطلب المزيد من الحوافز لزراعة الذرة." وتشير بيانات رسمية أن الجزائر استوردت ثلاثة ملايين طن من الذرة في 2012 بتكلفة بلغت 951 مليون دولار ، وتتجه اغلب الواردات إلى العلف الحيواني وصناعة المواد الغذائية. و يوجد في الجزائر إنتاج محلي، محدود، يوجه للاستهلاك العائلي، بالدرجة الأولى. وكان وزير الفلاحة رشيد بن عيسي أعلن سابقا عن خطة حكومية تستهدف إعادة إحياء زراعة حبوب الذرة، بعد انقطاع دام أكثر من ثلاثين سنة. مشيرا في هذا الصدد إلى أنه يعكف حاليا على إعداد الأرضية التقنية وبطاقية وطنية للمناطق المؤهلة لأن تكون مزارع نموذجية لهذا النشاط الفلاحي. و أرجعت الوزارة في وقت سابق تخلف إنتاج الذرة في بلادنا الى تكلفة العملية وخصوصا استهلاك المياه وقال مسؤول في القطاع أن الجزائر لم تنتج الذرة على مدى عقود نظرا للكميات الهائلة من المياه التي تحتاجها هذه المحاصيل، مشيرا إلى انها تمكنت من تعبئة المياه السطحية للري، مما زاد فرص إنتاج هذا المحصول. وأعلنت وزارة الفلاحة في وقت سابق عن إطلاق تجارب للإنتاج التجاري في الطارف بتخصيص 65 هكتار لهذا الغرض و في وهران أيضا ، كما جرى إطلاق تجارب في منطقة المنيعة بالصحراء الوسطى رغم تحفظ الفلاحين. بسبب مخاطر ذلك على الثورة المائية للمنطقة غير المتجددة والمهددة بالنضوب، خاصة وأن العملية تجري في الصيف، حيث الحرارة مرتفعة جدا، مما يجعلها تستهلك كميات كبيرة من المياه، إضافة إلى مخاطر أخرى واقترح خبراء تخصيص الأراضي الموجهة للذرة لزراعة القمح الذي يزرع في موسم البرد ولا يستهلك كميات من الماء، ويأتي موسم جنيه قبل بداية الصيف.