صدر حديثا عن منشورات دار"العين" المصرية مجموعة قصصية للكاتب الجزائري عبد الرزاق بوكبة حملت عنوان "كفن للموت" التي تشبه الموت كأنّه وجبة يومية في حياة الأشخاص، إلا أنّ رغبتهم في الحياة تجعلهم ينتصرون في كل مرّة. "كفن للموت" مجموعة قصصية تضم خمسة عشر نصا في 137 صفحة، ومن عناوينها: "الهاتف"، "الزجاجة"، "الأرجوحة"، "الرصاصة"، "الستار" وغيرها، تشترك أغلبها في تيمة "الموت" التي اشتغل عليها الكاتب بعد تأمل ومعايشة وركز على تحولات ترتبط بالرحيل الأبدي من نظرة وجودية في زمن جزائري خارج من عشرية حمراء، كان البطل فيها الموت الذي أصبح وقتها وجبة يومية يقدمها على طبق ساخن الإرهاب الأعمى، قال عنها بوكبة في تصريح ل"الشروق":"كتبت التجربة دفعة واحدة، بعد تأمل ومعايشة واختمار لموضوع الموت، وكان ذلك نوعًا من التطهير الذاتي، ذلك أنني عشت فترة بت فيها لا أطيق متابعة وسائل الإعلام المختلفة، لأنها باتت تقتات على أخبار الموت". وفي تصريح له جاء فيه: "لقد طاردتني شهورًا، فكتبتها في أيام، لأتحرر منها، فكانت الكتابة عن الموت سبيلًا لقتله والانتصار للحياة"، وبهذه التجربة الجديدة في عالم القصة القصيرة يعكس الكاتب عبد الرزاق بوكبة رغبته الكبيرة في تجريب أو تقديم كتابة مختلفة على مستوى البنية واللغة، فمن الكتابة الروائية إلى الشعر إلى الزجل وصولا إلى القصة القصيرة عبر "كفن للموت" وبعد كتابه الأولّ "أجنحة لمزاج الذئب الأبيض" الذي يسير في هذا المنحى السردي، حيث نجد البطل نفسه في النصوص السردية الستة والثلاثين، وهو الولهي بن الجازية صاحب الريشة، وبالنسبة لهذه المجموعة القصصية فالشخوص هم أنفسهم في كل النصوص، الزبير بن نجمة وسارة الأشهب، والراوي الذي لا يظهر كثيرًا، ولا يتدخل في الشؤون الخاصة للشخوص، بحيث يمكن للقارئ أن يقرأ كل نص منفردًا، كما يمكنه أن يقرأ المجموعة كاملة بما يوحي أنها رواية.
وعن القصة القصيرة يؤكد بوكبة "للقصة القصيرة في الجزائر آباء كبار، وهي اليوم بحاجة إلى وثبة جديدة، انطلاقًا من رؤية مختلفة، ولغة تعي دورها في رصد التحولات المختلفة في الشارع الجزائري، من غير الوقوع في الابتذال".