السينما هي الوسيلة الوحيدة التي تعبر عن هموم الشعوب من دون أن تتلقى مواجهات ومعارضات في الداخل عند ما يبقى رجل السينما هو من يحدد بوصلتها. وإذا حدث أن رميت السينما إلى الشارع احتضنتها الجماهير والعكس غير صحيح. ويبقى مشكل التمويل، حسب المخرج، من صلاحيات السلطات الواجب عليها فتح صندوق خاص لقطاع السينما. وهو الحل الوحيد خاصة في الدول المغاربية حيث العلاقة المتناقضة بين الجمهور الذي يعشق السينما والسلطة التي تكره الشاشة الكبيرة بسبب النفقات الكبيرة التي تتطلبها. وبالنسبة إلى هشام عيوش، فإن جمهور السينما المغاربية لا يزال وفيا لها واستدل بالأعداد الغفيرة التي حضرت فيلم حفل الافتتاح حول منسيات الثورة الجزائرية أو فيلم "الحمى" المنتج في المغرب من قبل ممثلين جزائريين ومخرج مغربي. وكانت استجابة الجمهور للفيلم في غاية الدهشة. وهذه علامة صحية مميزة للسينما الجزائرية والإفريقية. وتبقى، حسبه، السينما هي وسيلة التعبير الوحيدة التي يمكن أن تتعامل مع الأحداث بموضوعية ومصداقية أكبر. وهو ما وقف عليه الجمهور خلال عرض فيلم "حمى" حيث خاطب المخرج الجمهور وفئات واسعة ومتباينة من المجتمع دون أن يحدث انكسارا معينا في علاقاته، وتحدث مع العمال البسطاء من المغتربين وأبناء الأحياء والناشطين الإسلاميين والشيوعيين وغيرهم. وبحسبه، فإن مثل هذه الفئات المغلوبة على أمرها لا يمكن أن تجد ضالتها إلا في عدسة السينما.