شددت القوى السياسية في لبنان على ضرورة الاستمرار في المصالحة والحوار رغم الجريمة الجديدة التي استهدفت هذه المرة صالح العريضي، عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي اللبناني بزعامة طلال ارسلان "درزي". * وشيعت أمس الجمعة جنازة العريضي بمشاركة وجوه سياسية بارزة ألمحت في معظمها إلى تورط إسرائيل في هذه الجريمة. وأكد طلال أرسلان في كلمة له أن "لا عدو للبنان إلا إسرائيل". * وتعهد بأن يكمل ما كان قد بدأه مع العريضي في ماي الماضي، في إشارة إلى المصالحة التي أنجزت بينه وبين خصمه التقليدي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط بموافقة حزب الله. وبدوره وليد جنبلاط تعهد بالاستمرار في المصالحة والحوار لوأد الفتنة وبناء الدولة القوية، معتبرا أن الساحة اللبنانية منكشفة على كل المخابرات. وفي إشارة إلى تورط إسرائيل في عملية الاغتيال، قال جنبلاط إن "مشروع تفتيت المنطقة الذي ينطلق من إسرائيل وحلفائها لم يغب بل ما زال في بدايته"، لافتا إلى "أن الدول المخربة والإرهاب سيحاولون الاصطياد دون تمييز لخلق الفتنة". وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة قد أكد أن عملية الاغتيال "رد على ما جرى في طرابلس ومحاولة لأخذ البلاد مرة ثانية بعيدا من جو المصالحة بين اللبنانيين والعودة إلى التحاور والتلاقي في ما بينهم مع وجود اختلافات في وجهات النظر". * ويأتي اغتيال العريضي في وقت تستعد فيه مختلف القوى السياسية اللبنانية لاستئناف حوار وطني مقرر الثلاثاء القادم وسيتناول موضوعا رئيسيا يتعلق بوضع "استراتيجية للدفاع الوطني" لتحديد وسائل الدفاع عن الأراضي اللبنانية. وسيحضر الحوار الوطني اللبناني أيضا الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى. * كما دعا الرئيس ميشال سليمان ممثلين عن حكومات قطر والدول العربية التي كانت تشكل اللجنة العربية التي واكبت التحضير لمؤتمر الدوحة. * يذكر أن المستهدف هذه المرة هو الحزب الديمقراطي اللبناني المحسوب على سوريا التي كانت تتهم من طرف قوى الرابع عشر من أذار بالوقوف وراء موجة الاعتداءات الدامية التي هزت لبنان منذ سنوات، وهو ما تنفيه دمشق بشدة. وقد أدانت سوريا يوم الخميس عملية اغتيال المسؤول السياسي الدرزي صالح العريضي في منطقة عاليه جنوب شرق بيروت. وصرح مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية أن سوريا تثق أن مثل هذه الجرائم التي تستهدف أمن لبنان واستقراره لن تنجح في تحقيق أهدافها. وبدوره، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ومجلس الأمن ما أسماه الاعتداء الإرهابي وقال "إن هذا العنف يكشف أهمية دفع الحوار والمصالحة قدما" في لبنان. * ومن جانبها، أدانت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي عملية الاغتيال وشددت على استعداد الاتحاد للمساعدة في إحالة مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية إلى القضاء. وجاء في البيان الصادر عن وزارة الخارجية في فرنسا أن الاتحاد الأوروبي "يدين بشدة الهجوم الذي أودى بحياة صالح العريضي". وجدد الاتحاد "تأكيد التزامه الوقوف إلى جانب لبنان في سعيه إلى تقديم مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية والذين يقفون وراءها إلى العدالة". وحثت رئاسة الاتحاد الأوروبي كل الأطراف المعنية على الاستمرار بمسار اتفاق الدوحة الذي أبرم في ماي بين الأطراف اللبنانية لإنهاء الأزمة السياسية في لبنان.