كشف مسؤول سام سابق في نظام العقيد معمر القذافي، أن وفدا ليبيا رفيعا باشر اتصالات مع الجانب الروسي لنقل العملية العسكرية الروسية ضد "داعش" من سوريا إلى ليبيا، وتوقّع المصدر أن تتم الموافقة في أجل وشيك. وقال المتحدث ل"الشروق"، طالبا حجب هويته، إن الوفد الليبي التقى مسؤولين روسيين رسميين في دولةٍ عربية، ثم في موسكو، وتوسعت المشاورات، وأبدت روسيا تفاعلا مع الطرح الليبي، بالنظر إلى الأوضاع التي تعرفها ليبيا في هذه المرحلة وحالة التمزق وفشل كل مبادرات الحوار والتوافق رغم جهود الأممالمتحدة ودول الجوار.
وأفاد المعني في تصريحه بأن مصر عبّرت أيضا عن "تفاعلها الإيجابي مع التدخل الروسي"، فيما ظلت الجزائر حسبه "مترددة"، والمشاورات معها متواصلة في هذا الجانب عن طريق "جهات رسمية" لم يكشف عنها، مؤكدا أن الجانب الليبي "يتفهّم موقف الجزائر الحريص على أمن وسلامة بلدها وفق مواقف تجعلها في منآى عن الصراعات الخارجية". وأشار المتحدث إلى أن الموقف الروسي "يتطلب دعما من إحدى دول الجوار الليبي وهي الجزائر تحديدا"، مشيرا إلى "اتصالات مصرية - جزائرية تتم في هذا الشأن لتفعيل تحالف مغاربي جديد ضد الإرهاب الذي بات يشكل خطرا محدقا بدول الجوار الليبي بعد أن قام تنظيم "داعش" بتحويل ليبيا إلى قاعدة خلفية لأنشطته الإجرامية". وكشفت مصادر ل"الشروق"، أن التدخّل الروسي في ليبيا، لا يكون بتوجيه ضرباتٍ عسكرية في المرحلة الأولى، بقدر ما يكون خرقاً للحظر الدولي على تموين الجيش الليبي بالسلاح والذخيرة لدعمه في محاربة الجماعات المتطرفة التي بسطت نفوذها على عددٍ من المناطق الليبية، بعد أن سيطر "داعش" على ما يسميه "إمارة سرت" في الشريط الساحلي والميناء البحري والقاعدة الجوية، وانتشار "بوكو حرام" الموالية ل"داعش" في الجنوب الليبي، من خلال إقامتها لمعسكرات في الجفرة والكفرة، وتحدّث المصدر عن 17 معسكرا وقاعدة ل"بوكو حرام" في الأراضي الليبية.