نظمت جامعة الدكتور يحيى فارس بالمدية الملتقى الدولي الأول "الأواصر الثقافية والحضارية بين تركياوالجزائر في الفترة الحديثة والمعاصرة مقاربة في التراث المادي واللامادي يومي 10 و11 نوفمبر"، بقاعة المحاضرات بالقطب الحضري مع مخبر الدراسات التاريخية المتوسطية عبر العصور. تتمثل الإشكالية في إعادة النظر في مسار ومظاهر العلاقات الجزائرية التركية في جوانبها التاريخية، وبمضامينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك ميدان الآثار والفنون-اللغة والآداب والموروث الأرشيفي والوثائقي، خاصة وأن العديد من هذه العناصر والمظاهر والعلاقات قد تم طمسها أو إلغاؤها من طرف المحتل الفرنسي الذي عمل رجاله من سياسيين ومفكرين وأدباء على تشويهها، حتى توارث الجزائريون أحكاما ومعطيات سلبية عن الوجود العثماني في الجزائر، هذا الوجود الذي أعطى مكانة متميزة للجزائر في حوض البحر الأبيض المتوسط وجعل منها ثغرا لمواجهة المد الصليبي، وأرسى دعائم دولة ظلت مهابة الجانب طيلة الفترة الحديثة. ورغم عمليات الطمس والتشويه التي مسّت كل ما يمت بصلة لهذا الوجود، إلا أن ذلك التراث المادي واللامادي الذي ربط الشعبين الجزائري والتركي، ظل صامدا حتى بعد سقوط إيالة الجزائر في يد الاحتلال الفرنسي سنة 1830، وتجلى ذلك، من خلال استمرار التواصل بين الطرفين سواء في شكل حركات هجرة نحو منطقة الأناضول والولايات العربية المشرقية، وهي الحركة التي توّلد عنها نشاط سياسي وسعي حثيث قام به العديد من الجزائريين للدفاع عن قضيتهم، أو من خلال رحلات الحج والمصالح التجارية، التي عمّقت تلك الأواصر وزادت في تفاعلها، وعليه فإننا نهدف من خلال هذه التظاهرة العلمية، إلى دراسة وتقييم ذلك الموروث الثقافي والحضاري المشترك بين الدولتين في مختلف الميادين السياسية، الاقتصادية والثقافية، وهذا كله على ضوء الدراسات والأبحاث الجديدة المستنبطة إما من الأرشيف العثماني والجزائري أو الأبحاث العلمية في مجال الآثار والعمران والعادات والتقاليد والسير الشعبية. كما تسعى اللجنة من خلال هذا النشاط، إلى صياغة تقييم أولي حول تلك العلاقات التاريخية بين الجزائروتركيا وتشكيل حوصلة معلوماتية بخصوصها وكذلك تنويع وتعميق مجالات البحث المشتركة بين جامعة المدية والجامعات التركية.