تنظم جامعة "الدكتور يحي فارس" بالمدية، وبالتنسيق مع مخبر الدراسات التاريخية المتوسطية عبر العصور بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الملتقى الدولي الأول "الأواصر الثقافية والحضارية بين الجزائر وتركيا في الفترة الحديثة والمعاصرة مقاربة في التراث المادي واللامادي"، وذلك يومي 6 و7 ماي 2015. وتتمثل إشكالية الملتقى في إعادة النظر في مسار ومظاهر العلاقات الجزائرية التركية في جوانبها التاريخية، وبمضامينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك ميدان الآثار والفنون اللغة والآداب والموروث الأرشيفي والوثائقي، خاصة أن العديد من هذه العناصر والمظاهر والعلاقات قد تم طمسها أو إلغاؤها من طرف المحتل الفرنسي الذي عمل رجاله من سياسيين ومفكرين وأدباء على تشويهها، حتى توارث الجزائريون أحكاما ومعطيات سلبية عن الوجود العثماني في الجزائر. وهذا الوجود الذي أعطى مكانة متميزة للجزائر في حوض البحر المتوسط وجعل منها ثغرا لمواجهة المد الصليبي، وأرسى دعائم دولة ظلت مهابة الجانب طيلة الفترة الحديثة. ورغم عمليات الطمس والتشويه التي مست كل ما يمت بصلة لهذا الوجودظ، إلا أن ذلك التراث المادي واللامادي الذي ربط الشعبين الجزائري والتركي، ظل صامدا حتى بعد سقوط إيالة الجزائر في يد الاحتلال الفرنسي سنة 1830. وتجلى ذلك، من خلال استمرار التواصل بين الطرفين سواء في شكل حركات هجرة نحو منطقة الأناضول والولايات العربية المشرقية، وهي الحركة التي تولد عنها نشاط سياسي وسعي حثيث قام به العديد من الجزائريين للدفاع عن قضيتهم أو من خلال رحلات الحج والمصالح التجارية، التي عمقت تلك الأواصر وزادت في تفاعلها. وتهدف التظاهرة، حسب المنظمين، إلى دراسة وتحليل المحاور الكبرى للعلاقات الجزائرية- التركية والتعريف بالدراسات الجديدة بتركيا والجزائر وحتى خارجهما حول الفترة العثمانية في الجزائر، بالإضافة إلى مناقشة المحفوظات ودور الأرشيف التركي العثماني وأهميتها لدراسة تاريخ الجزائر في العهد العثماني، واستعراض الموروث الحضاري المادي واللامادي العثماني في الجزائر وتحديد مجالات البحث والتعاون العلمي المشترك بين جامعة "الدكتور يحي فارس" بالمدية والجامعات التركية.