تنظم جامعة الدكتور يحي فارس بالمدية نشاطاتها العلمية، وبالتنسيق مع مخبر الدراسات التاريخية المتوسطية عبر العصور بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، الملتقى الدولي الأول حول "الأواصر الثقافية والحضارية بين الجزائر وتركيا في الفترة الحديثة والمعاصرة مقاربة في التراث المادي واللامادي" يومي 6 و7 ماي المقبل. تأتي هذه التظاهرة العلمية حسب ما ورد في بيان للجهة المنظمة، تحصلت "الجزائر الجديدة" على نسخة منه، بهدف دراسة وتقييم الموروث الثقافي والحضاري المشترك بين الدولتين في مختلف الميادين السياسية، الاقتصادية والثقافية، هذا على ضوء الدراسات والأبحاث الجديدة المستنبطة إما من الأرشيف العثماني والجزائري أو الأبحاث العلمية في مجال الآثار والعمران والعادات والتقاليد والسير الشعبية، كما يسعى من خلاله إلى صياغة تقييم أولي حول تلك العلاقات التاريخية بين الجزائر وتركيا وتشكيل حوصلة معلوماتية بخصوصها وكذلك تنويع وتعميق مجالات البحث المشتركة بين جامعة المدية والجامعات التركية. أما بخصوص إشكالية المؤتمر ووفقا لذات المصدر فهي تتمثل في إعادة النظر في مسار ومظاهر العلاقات الجزائرية – التركية في جوانبها التاريخية، وبمضامينها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بما في ذلك ميدان الآثار والفنون-اللغة والآداب والموروث الأرشيفي والوثائقي، خاصة وأن العديد من هذه العناصر والمظاهر والعلاقات قد تم طمسها أو إلغاؤها من طرف المحتل الفرنسي الذي عمل رجاله من سياسيين ومفكرين وأدباء على تشويهها، حتى توارث الجزائريون أحكاما ومعطيات سلبية عن الوجود العثماني في الجزائر، فرغم من عمليات الطمس والتشويه التي مست كل ما يمت بصلة لهذا الوجود حسب البيان إلا أن ذلك التراث المادي واللامادي الذي ربط الشعبين الجزائري والتركي، ظل صامدا حتى بعد سقوط الجزائر في يد الاحتلال الفرنسي سنة 1830، وتجلى ذلك، من خلال استمرار التواصل بين الطرفين سواء في شكل حركات هجرة نحو منطقة الأناضول والولايات العربية المشرقية-وهي الحركة التي تولد عنها نشاط سياسي وسعي حثيث قام به العديد من الجزائريين للدفاع عن قضيتهم، أو برحلات الحج والمصالح التجارية، التي عمقت تلك الأواصر وزادت في تفاعلها. ومن أهم المحاور التي سيتم البحث فيها والتركيز عليها خلال هذا المؤتمر نذكر : البحث في مظاهر العلاقات السياسية بين الجزائر وتركيا ومساراتها التاريخية، البحث في التفاعل الاجتماعي والثقافي بين الشعبين خلال الفترة العثمانية، العلوم والفنون والعمارة في العهد العثماني بالجزائر، أهمية المخطوطات والأرشيف العثماني لدراسة تاريخ الجزائر في العهد العثماني، قضايا التاريخ الوطني الجزائري في المنظور التركي، إلى جانب التطرق إلى مواقف المدرسة الاستعمارية الفرنسية من الوجود العثماني في الجزائر، وفي الأخير سيتم تقييم أولي للموروث الحضاري العثماني بالجزائر من خلال الكتابات المحلية والأجنبية.