ما عساني أن أقول عن مدينة كاب تاون... مهما قلت لن أفي حقها.. ظننت أحيانا أنني أحلم وأشاهد فيلما أبطاله أناس متحضرون، شوارعهم وطرقهم نقية، أينما سرت لا تجد شيئا مرميا.. كاب تاون مدينة المليون ونصف المليون نسمة المتميزة بعماراتها الشامخة وشاطئها الجذاب وجبلها العالي استقبلت الجزائريين أحسن استقبال منذ صبيحة الخميس بعد وصولهم إلى محطة القطار قادمين من مقر إقامتهم لسولومبورغ البعيدة ب 40 كلم... "وان تو ثري فيفا لالجيري" وحماس كبير صنعه "الخضر" لدى وصولهم المدينة ليتوزعوا بعد ذلك للتفسح في المدينة. فضلنا التوجه إلى الفندق الذي أقامت فيه عائلات لاعبينا. وجدنا شقيق صايفي وأخ بوڤرة وأخ عبدون ثم والد قديورة رفقة زوجته الوهرانية.. هي من السانية وزوجها تعرفه الأجيال السابقة كونه لاعب سابق في إتحاد الجزائر.. تذكر معنا إصابة غير شرعية أمضاها في مرمى مولودية وهران، الكرة تسربت من جانب الشبكة وقتها الحكم التونسي بناصر احتسبها هدفا.. نتذكر أن اللقاء كان في إطار كأس الجزائر.. قديورة مازحا "هدفي يشبه هدف مارادونا باليد"، تركناه وسار معه إخوة عبدون وصايفي وبوڤرة لأخذ صورة تذكارية مع قادة شافي الذي لم نراه منذ أسبوع وجمعية راديوز في ساحة كاب تاون ومع مرور الوقت نسينا أنفسنا فوجدنا أن القطار الذي يردنا إلى مقر إقامتنا قد انطلق في حدود الساعة السابعة مساء.... ماذا نفعل قيل لنا انتظروا الى غاية منتصف الليل لكن ثمة خطر لأن قطار هذا التوقيت غير آمن.. بقينا في المحطة وعندما تكون فاعل الخير يأتيك الفرج، جاءنا هندي فخفف عنا القلق دفعنا له ما يعادل 3000 دج ونقلنا الى مقر إقامتنا 40 كلم عن كاب تاون... فعلنا ذلك مجبرين حتى لا نتعرض إلى أي أذى.. وصلنا إلى مقر الإقامة عند توقيت وجبة العشاء... ماذا نفعل.. وخرجنا الى القرية الصغيرة وسط البرد القارس في Stellenboch فقط المقاهي مفتوحة التي قصدها بكثرة الجزائريون لمتابعة لقاء فرنسا والمكسيك أما الجنوب إفريقيين كأن المونديال لا يجري في بلدهم.. انهم يحبون أكثر "الريڤبي" عدنا بعد متابعة اللقاء لا أكل ولا أي شىء الجمعة صباحا الساعة العاشرة ال 15 حافلة + 7 حافلات التي انضمت الى القافلة كلها تسير في كورتاج بهيج نحو كاب تاون "اليوم إن شاء الله رابحين"... وفي ظرف نصف ساعة وصلنا الى عين المكان ويا له من حماس.. الإنجليز أكثر عددا قرابة 8000 مناصر...مناصر انجليزي من بورتسموث قال لنا أعرف جيدا نذير بلحاج انه لاعب كبير لكننا سنفوز عليهم واذا فزتم علينا لن أتابع بداية من اليوم كرة القدم. الجنوب إفريقيين 50٪ مع الجزائر وال 50 الأخرى مع الانجليز وتمنوا لو تنتهي المباراة بالتعادل، الكونغوليون الطبقة الشغيلة بكثرة في هذا البلد كلهم مع الجزائر.. الأرجنتينيون تلك قصة أخرى بدون ما تسألهم هم مع "الخضرا" يكرهون أشد الكره انجلترا وكلما التقوا بمناصريها إلا وكانت المعركة وقفنا على عدة مناوشات بينهما في بريتوريا.. الجمعة 18 جوان يوم تاريخي لن ننساه كاب تاون التي نغادرها اليوم على الساعة الرابعة صباحا لنعود الى بريتوريا 1460 كلم أخرى في الحافلة دائما ومن المقرر أن نصل إليها ليلة الأحد قبل اللقاء الأخير ضد الولاياتالمتحدة.. رحلات ماراطونية لكنها ممتعة بمزامير "البافانا".