لازال شبح البطالة يعصف بشباب مدينة الوادي، على غرار ما يجري في المدن الجزائرية الأخرى، والذي ساهم فيها غياب مؤسسات استثمارية أو مناصب شغل تحتوي الكم الهائل من شباب المدينة، لاسيما بعدما تضاعف عدده بشكل رهيب في السنوات الأخيرة، وبالتالي تسهل عليه الحصول على لقمة العيش بعدما أصبح توفيرها صعب جدّا، ناهيك على الحلم الذي يراودهم في مجالات أخرى لتحقيقها في حياتهم. "الشروق" وقفت على مرارة ما يجري من معاناة شباب المدينة في الكثير من المناسبات، وكانت بحجم أكثر هذه الأيام، وبالضبط منذ إعلان مديرية التربية بالوادي عن مسابقة توظيف، في مختلف المجالات والخدمات، منها الإدارية والمهنية من أجل تغطية النقص الذي تعاني منه بعض مؤسساتها التربوية المنتشرة عبر جميع بلديات الولاية، حيث توافد على المؤسسات المخصصة لإيداع الملفات بعدما رصدت المديرية المذكورة طاقما إداريا للقيام بالعملية يعمل طيلة اليوم، لاستقبال الآلاف من الشباب من كلا الجنسين وفي مختلف الأعمار، إلى درجة أنّه استدعى تدخل رجال الأمن من أجل تنظيم العملية وتسهيل استقبال الملفات بعدما استحال عليهم العمل بالكيفية العادية، رغبة منهم في المشاركة في المسابقة ومحاولة الحصول على منصب شغل يضعون به حدّا لمعاناتهم اليومية دون التفكير في سبل أخرى. وفي ذات الإطار ذهب بعض المتحدثين للشروق اليومي في الموضوع إلى أبعد الحدود، مؤكدين أنّ"الموس وصل للعظم" بالنسبة لهؤلاء الشباب بسبب البطالة التي باتت تهدد حياتهم اليومية، مما جعلهم يتحركون في كل الاتجاهات في محاولة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعدما ساهمت الأخيرة في انحراف الكثير من الشباب وكانت وراء هلاكهم، وهو ما يؤكد على ضرورة النظر بجدية من قبل الساهرين على شؤون البلاد حول هذا الجانب، والعمل على إيجاد الحلول المناسبة التي تمكنهم من احتواء الأزمة في الميدان وفي أقرب الآجال الممكنة حتّى تعيد لهم بسمتهم الحقيقية المفقودة بسبب "كابوس" البطالة.