أطاحت المركزية النقابية في أقل من شهر برأسين نقابيين كبيرين، الأول من على رأس نقابة نفطال بقرار رسمي، والثاني من مجلس إدارة تعاضدية صناعة البترول في دورة استثنائية نهاية الأسبوع، وأبقت الأمر طي الكتمان، بسبب صراعات داخلية طاحنة. وتحوز "الشروق" على نسختين من قراري التنحية. بالنسبة لسيد علي بلجردي الأمين العام السابق للنقابة الوطنية لشركة نفطال فقد استخلف من طرف عجرود لزهر بالنيابة إلى غاية عقد المؤتمر العام، لكن خلفية هذا القرار تأتي بعد استشعار السلطات الأمنية والإدارية في نفطال إضرابا عاما كان يحاك سرا، لشل القطاع وإحداث فوضى وطنية توقف تزويد المحطات بالبنزين، تبرأ منه سيد علي بلجردي، الذي تم استدعاءه من طرف المصالح المختصة . المركزية النقابية استندت إلى بيان مؤرخ ومختوم من طرف سيد علي بلجردي في 14 سبتمبر 2015 تحوز الشروق نسخة منه وفي مضمونه خلاف حاد بينه وبين الرئيس المدير العام الجديد حسين ريزو. ومن ضمن ما جاء في البيان " نقابة نفطال سجلت اختلافات في المقاربات، مردها نزعة المدير العام الجديد التي تمس بالمصالح الاقتصادية وتنمية المؤسسة والاستقرار الاجتماعي". في هذه الفترة كانت تتردد بين عمال نفطال أنباء عن التحضير لإضراب عام سيشل القطاع، توج بتشكيل خلية أزمة داخلية في 20 أكتوبر كما تبينه الوثائق التي بحوزتنا. وفي اتصال مع سيد علي بلجردي، يقول هذا الأخير أن خلفية تنحيته "كانت بسبب ازدواجية في المناصب ولا أستطيع الحديث في غير الرسميات، خاصة مسألة وقوفي أمام مصالح الأمن". هذا الوضع حمّل المركزية النقابية على استصدار قرار في 19 نوفمبر تطيح فيه بسيد علي بلجردي وتستخلفه بعجرود لزهر، حسب قرار اتخذته أمانة التنظيم التابعة لمصالح سيدي السعيد الأمين العام للمركزية النقابية. ليس هذا فحسب، بل تواصل التململ النقابي داخل قطاع المحروقات، ولكن هذه المرة في هيئة أخرى، هي تعاضدية صناعة البترول، حيث اجتمع مجلس إدارتها في دورة استثنائية نهاية الأسبوع الفارط، خلُص إلى تنحية حزباللاوي عبد الرزاق واستخلافه بخلاف جرود، في أجواء مشحونة للغاية، أرجعتها مصادر من داخل مجلس الإدارة إلى رغبة عبد المجيد سيدي السعيد في تنحية حزباللاوي "بحكم أن جميع أعضاء المجلس نقابيون في مختلف الفروع لقطاع المحروقات، وتعويضه برجل ثقته بولكباش بشير، إلا أن الأمر لم يستقم خلال الاجتماع الذي انتهى بانتخاب جرود خلاف"، مضيفين "وهو الأمر الذي يجعل سيدي السعيد لا يسيطر بشكل تام على التعاضدية كما كان مخططا له قبل الاجتماع".