قامت مجموعة من الأطباء الخواص بالوادي، بتنظيم خرجة علاجية لفائدة البدو الرحل، بالتعاون مع جمعية تاج للصحة حيث غادروا عياداتهم، من أجل الوقوف على تقديم فحوصات لفائدة العائلات الفقيرة من البدو الرحل، على مستوى الشريط الحدودي مع جمهورتي تونس وليبيا. وعاين هؤلاء، واقعا مزريا في ظل انعدام أبسط شروط العيش الكريم، ماعدا الرمال وحيواناتهم، التي يرعونها مع تسجيل ندرة في تساقط الأمطار، مما زاد نسبة الجفاف واحتياجهم للعلف وبأسعار غالية ومكلفة، حيث وقفوا على هذه المعاناة في عين المكان أزيد من 100 كم جنوب شرق بلدية دوار الماء الحدودية، ولامسوا انتشارا كبيرا لأمراض الصدر الموسمية والحساسية، والذبحات الصدرية، إضافة إلى أمراض المسالك البولية والكلى، والأمراض الجلدية بشتى أنواعها لطبيعة الماء والبرد، إضافة إلى تفشي أمراض العيون والرمد الحبيبي بشكل لافت. القافلة الطبية لجمعية تاج الصحية، قامت بجهود كبيرة، وعمدت على تجميع كوكبة من عشرات الأطباء الاختصاصيين من القطاعين العام والخاص، في شتى الاختصاصات الطبية، وتم خروجهم إلى الميدان، حيث أغلقوا عياداتهم لفترة يومين كاملين، متوجهين لعمق الصحراء بحثا عن مرضى لتقديم يد العون إليهم في هذا الفصل البارد جدا ، على الرغم من توافد المرضى عليهم على مكاتبهم، حيث تم فحص وتقديم تشخيص ميداني لأزيد من 70 عائلة، إضافة لتقديم إعانات من مأكولات وألبسة وأفرشة وخيم. وتنوعت الأمراض بين أمراض الجلدية والصدرية والتنفسية إضافة لأمراض العيون والمسالك البولية حاضرة وبقوة، وهي ناجمة لعديد العوامل التي يعيشها قاطنو البدو الرحل، الذين يبيتون في العراء، ولا يجدون المأكل ولا المشرب، ويعانون من سوء التغذية بشكل حاد . واقع يتكلم على نفسه ومشاهد تتألم لها القلوب، في ظل غياب شبه تام للسلطات المحلية، وتقديم أبسط متطلبات العيش الكريم. القافلة تميزت أيضا بتأطير كامل من طرف شباب متطوع بسيارات رباعية الدفع، ومجهودات خاصة، وسط الإبتسامات التي لا تفارق محياهم، متناسين أعمالهم واضعين معالم الإنسانية، ومكرسين الخدمة التضامنية لأهالي الصحراء ضمن أولوياتهم، وتؤكد على التعاون والتقارب بين المواطنين في رفع الغبن وإزاحة المعاناة بشتى أنواعها، خاصة الصحية منها. من جانب أخر فإن البدو الرحل، أغلبهم يأبى العودة للحضر، بسبب أملاكه من أغنام وابل، أو أنهم باتوا يخافون السكن مع عامة الناس لتخوفهم من المدينة.