تعهدت بريطانياوالنرويج، الخميس، بتقديم 2.9 مليار دولار إضافية لمساعدة السوريين بحلول عام 2020، سعياً إلى إعطاء دفعة لمؤتمر للمانحين تأمل الأممالمتحدة أن يجمع أكثر من سبعة مليارات دولار للعام الحالي وحده. ومع استمرار الحرب الأهلية التي تفجرت منذ خمس سنوات في سوريا وتوقف محادثات السلام التي ترعاها الأممالمتحدة في جنيف سيحاول مؤتمر لندن الذي يستمر يوماً واحداً تلبية الحاجات الإنسانية الأكثر إلحاحاً. وقتل نحو 250 ألف شخص في الحرب في سوريا التي تسببت أيضاً في تشريد الملايين منهم ستة ملايين داخل البلاد وأكثر من أربعة ملايين غادروها إلى الأردن ولبنان وتركيا ودول أخرى. ووجهت وكالات تابعة للأمم المتحدة نداء لجمع 7.73 مليار دولار للتغلب على الكارثة هذا العام، إضافة إلى 1.2 مليار دولار مطلوبة لتمويل خطط قومية لاستيعاب اللاجئين في دول المنطقة. وترى الدول الأوروبية، أن تحسين الوضع الإنساني في سوريا والدول المجاورة ضروري للحد من دوافع السوريين للسفر إلى أوروبا، حيث توجد أزمة ضخمة للاجئين تضع ضغوطاً شديدة على دول كثيرة. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في بيان، أعلن فيه، عن تعهد جديد بتقديم 1.2 مليار جنيه إسترليني (1.75 مليار دولار): "يمكننا أن نقدم الشعور بالأمل المطلوب لإثناء الناس عن التفكير في أنهم ليس لديهم خيار سوى المخاطرة بأرواحهم في رحلة محفوفة بالمخاطر إلى أوروبا". ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إلى إبداء التضامن بشكل قوي في المؤتمر الذي سيحضره عشرات من رؤساء الدول والحكومات ووزراء وأيضاً منظمات إنسانية عدة. وقال بان في كلمة، يوم الأربعاء، إن السوريين ضحايا عوامل متعددة في آن واحد: في الداخل حيث الحياة متعذرة ومن جانب مهربي البشر أثناء رحلاتهم وأيضاً المعاملة القاسية لدى وصولهم إلى الدول التي يلتمسون الحماية فيها.
"أشباح الأزمات السابقة" وقال بان في كلمة ألقاها في جامعة كامبردج: "أسوار الأسلاك الشائكة ومصادرة الممتلكات والافتراء على أناس يلتمسون الأمان كلها أشياء تستحضر أشباح أزمات سابقة.. من المفترض أننا تعلمنا بالفعل دروسها". وكان يشير إلى إجراءات تتخذها دول أوروبية منها الدانمرك التي أقرت قانوناً جديداً يسمح لحرس الحدود بمصادرة ممتلكات طالبي اللجوء للمساعدة في تغطية تكاليف إقامتهم. وقالت رئيسة الوزراء النرويجية إرنا سولبرغ في بيان وهي تعلن عن تعهد بلادها، يوم الخميس: "إذا فشلنا في التحرك بشكل حاسم الآن، فإن وضع المدنيين والدول المجاورة لسوريا سيتدهور وسيؤثر ذلك على المجتمع الدولي بأكمله". وذكر البيان، أن تعهد النرويج بتقديم 1.17 مليار دولار على مدى السنوات الأربع المقبلة يفوق أي تعهد قدمته من قبل لأزمة إنسانية من هذا النوع. وعبرت بعض جماعات المجتمع المدني السوري عن القلق من تركيز المجتمع الدولي على محنة اللاجئين دون النظر إلى أولئك المحاصرين وسط ظروف قاسية داخل سوريا نفسها. وقال رائد صالح رئيس مجموعة الدفاع المدني السوري التي تضم حوالي 2800 متطوع سوري وتقوم بعمليات بحث وإنقاذ بعد الهجمات: "بالطبع يحتاج أولئك (اللاجئين) المساعدة، لكن يوجد أكثر من ستة ملايين شخص مشرد داخل سوريا يعيشون محاصرين وتحت القصف". وسيركز مؤتمر لندن بشكل خاص على الحاجة إلى توفير الخدمات التعليمية لأبناء السوريين المشردين وفرص عمل وهو ما يعكس اعترافاً متنامياً بأن تداعيات الحرب في سوريا ستكون طويلة الأجل جداً.