بعدما كان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قد خفض في وقت سابق رواتب مقاتلي التنظيم في سوريا بنسبة 50 في المائة؛ نتيجة ما وصفها ب"ظروف استثنائية"، أشار تقرير لوكالة أسوسييتد برس الأمريكية إلى أن التنظيم تبنى عدة إجراءات مماثلة بغية توفير بعض الموارد المالية. وذكر تقرير نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية، الأربعاء، إن تنظيم "داعش" عرض إطلاق بعض الأسرى والسجناء لديه مقابل 500 دولار أمريكي لكل شخص. كما طالب التنظيم المدنيين في مدينة الرقة، معقل تنظيم "داعش" في سوريا، بدفع فواتير المياه والكهرباء بالدولار الأمريكي. يأتي ذلك في وقت أدت فيه الهجمات الجوية للتحالف الدولي التي تقوده الولاياتالمتحدة، التي استهدفت حقول النفط ومخازن الأموال والبنية التحتية للتنظيم بشكل عام، إلى معاناة التنظيم من أزمة اقتصادية كبرى. ورغم أن "داعش" أعلن قبل ستة أشهر إطلاق عملته (دنانير من الذهب والفضة)، فإنه لم يتمكن حتى الآن من صك العملة المزعومة، بل وانتهى به الحال إلى إجراءات تقشفية جديدة. مثّل ذلك - بحسب الإندبندنت - ضربة كبرى للدعاية التي اعتمد عليها التنظيم في تجنيد مقاتلين جدد، التي كانت تقوم بالأساس على الإغراء برغد العيش وتوفير رواتب كبيرة وسكن في نطاق حدود التنظيم، بالإضافة إلى الكثير من المكافآت. وكانت وكالة أسوسييتد برس قد أجرت عدة لقاءات مع بعض الفارين من مدينة الرقة في سوريا ومن الموصل في العراق. وقال أحدهم، إن الأزمة لم تؤثر على المقاتلين فقط، بل على جميع العاملين في تلك المدن حتى من غير المنتمين للتنظيم، حيث تم تخفيض جميع الرواتب إلى النصف، بالإضافة إلى التعامل بالدولار داخل المدن. من جانبها، قطعت الحكومة العراقية رواتب العاملين في المدن الواقعة تحت سيطرة تنظيم "داعش" في سبتمبر الماضي، في محاولة لوقف وصول المزيد من الدعم للتنظيم من خلال الضرائب التي يفرضها على المدنيين. وفي مدينة الفلوجة، اعتاد مقاتلو التنظيم الحصول على راتب قدره 400 دولار شهرياً، إلا أنهم حالياً لا يحصلون على أية رواتب، بالإضافة إلى تخفيض عدد الوجبات التي يحصلون عليها في اليوم إلى وجبتين فقط يومياً، وفق ما صرح به أحد المقيمين في المدينة. وكان التنظيم في الفلوجة قد اتخذ بعض الإجراءات لتوفير المال اللازم، منها إطلاق سراح بعض الأسرى مقابل 500 دولار لكل أسير، بالإضافة إلى فرض غرامات مالية على المدنيين الذين ينتهكون قوانين التنظيم بدلاً من الجلد. ووفقاً لأيمن جواد التميمي، الباحث السوري في منتدى الشرق الأوسط، فإن عملية تخفيض رواتب المقاتلين إلى النصف تم تطبيقها بالفعل على الجميع دون استثناء، بغض النظر عن وضع المقاتل داخل التنظيم. وكان مسؤولون أمريكيون ذكروا في وقت سابق، أن ضربات التحالف أثرت "تأثيراً هائلاً على قدرة داعش على تمويل نفسه" خلال شهر نوفمبر 2015، وتعهدوا "بتشديد الهجمات". وحينما قامت الطائرات البريطانية بتمديد عملياتها العسكرية من العراق إلى سوريا الشهر الماضي، كانت حقول نفط عمر التابعة لتنظيم "داعش" هي هدفها الأول، وعادت الطائرات المقاتلة في أوائل هذا الشهر لإحباط محاولات الإصلاح.