شهدت مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الجامعي بتلمسان، الأحد، حالة استنفار قصوى، بعد توافد العشرات من المواطنين خاصة من كبار السن بما في ذلك العديد من التلاميذ، كما هو الشأن مع عدد من التلميذات اللواتي يدرسن بثانوية مليحة حميدو، بعد تعرضهم لحالات اختناق، جراء الزوبعة الرملية، التي أخذت شكل سحابة صفراء غطت سماء المدينة. هذه الزوبعة لم يسبق أن شهدتها تلمسان، بعدما امتلأ الجو فجأة بذرات التراب التي لم يستطع الكثير من المواطنين، خاصة من المصابين بداء الربو والحساسية، تحملها، ما اضطر العديد منهم إلى التنقل باتجاه مصلحة الاستعجالات بعد ما وجدوا أنفسهم غير قادرين على التنفس، فيما وجد آخرون أنفسهم يتنفسون بصعوبة بالغة، خاصة من كبار السن، وهو الوضع لذي توقفت عنده "الشروق" لدى تنقلنا إلى مصلحة الاستعجالات، أين وجدنا العشرات من المواطنين من بينهم تلميذات بمآزرهن داخل غرفة الفحوصات الطبية، حيث عرفت ذات المصلحة الاستشفائية حالة استنفار قصوى. وفيما اضطر الممرضون والأطباء إلى ارتداء كمامات طبية تفاديا لذرات الغبار التي تسربت إلى معظم الأماكن، تم إخضاع المصابين بضيق التنفس للتنفس الاصطناعي من خلال أجهزة التنفس من أجل توفير الأكسجين للمرضى، خاصة من الذين كانوا في وضعية صحية جد حرجة، كما هو الشأن مع عجوز مسنة وإحدى التلميذات، فيما تمكنت الطواقم الطبية التي كانت موجودة داخل قاعة الفحص الطبي في علاج العديد من المصابين. وبعد تحسن وضعياتهم تم تسريحهم. أما البقية ممن استلزمت حالتهم إخضاعهم للتنفس الاصطناعي فتم إبقاؤهم إلى غاية تحسن أوضاعهم الصحية. وقد طلب الأطباء من المرضى وأهاليهم عدم الخروج من منازلهم والبقاء داخل بيتوهم، خاصة المصابين بالحساسية والربو وضيق التنفس. العاصفة الرملية بدأت في التشكل ابتداء من مساء أول أمس، قبل أن تشتد أمس، وأرغمت العديد من المواطنين على الهروب نحو منازلهم بعدما أصبحت الرؤية شبه منعدمة، وتسرب الغبار والأتربة إلى مختلف الأماكن بما في ذلك المركبات ووسائل النقل، ما آثار حالة من الهلع والخوف في أوساط السكان، خاصة من العائلات التي وصلتها أخبار عن وجود أبنائها المتمدرسين داخل مصلحة الاستعجالات. وهو ما توقفنا عنده لدى إحدى التلميذات بعد تحسن حالتها، حيث طلبت من زميلاتها الاتصال بعائلتها، وإخبارها بأن وضعها قد تحسن، بعدما تلقت عديد المكالمات الهاتفية للاطمئنان عن صحتها، نفس الشيء لدى أحد المواطنين الذي شعر بضيق في التنفس قبل أن يغمى عليه، وتم نقله على جناح السرعة نحو مصلحة الاستعجالات. هذا، ولا تزال الزوبعة الرملية الغربية تحاصر تلمسان، حيث تكاد الرؤية تنعدم، فضلا عن تدهور وضعية عديد المرضى، وتبقى العديد من حالات ضيق التنفس مرشحا للارتفاع في ظل كثافة الغبار وذرات التراب المتصاعدة التي لم يسلم منها أي أحد. وتكمن الخطورة في أن المواطنين وجدوا أنفسهم يتنفسون الغبار والأتربة، ما أجبرهم على الانزواء إما في منازلهم أو الأماكن المغلقة مثل المقاهي وغيرها من الأماكن الأخرى.