رفض الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، "اتهامات" المغرب له بعدم التزام الحياد حيال الصحراء الغربية خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، وأكد أن إحياء المفاوضات بين الحكومة المغربية وجبهة البوليساريو لا يزال هدفاً ذا أولوية بالنسبة إليه، حسب ما نقلت وكالة الأنباء الجزائرية (واج)، الخميس. وتضمن الرد الأممي على "الاتهامات المغربية" بحقه والذي جاء على لسان فرحان حق المتحدث باسم بان كي مون، عبارات "الأسف" لكون النزاع بالصحراء الغربية لازال قائماً بالرغم من أن الأمين العام الأممي قام "بكل ما في وسعه من أجل إيجاد حل للوضع في الصحراء الغربية". وشدد السيد فرحان على أن "الأمين العام يعتبر أنه والأممالمتحدة شريكان حياديان" في هذا الملف والتزامه بضمان أن هذه الإشكالية موضوعة فعلاً على الأجندة الدولية في السنة الأخيرة من ولايته".
استفتاء حول تقرير المصير للصحراويين وفي سياق متصل، أكدت منظمة الأممالمتحدة، اليوم (الخميس)، أن الوضع النهائي للصحراء الغربية ينبغي أن يحدد عن طريق استفتاء حول تقرير المصير، رافضة المطالب الكاذبة للمغرب حول الأراضي الصحراوية المحتلة. وأكدت الأمانة العامة الأممية في وثيقة، رداً على أسئلة بعض وسائل الإعلام منها (واج)، حول محاولات الرباط المساس بمصداقية الأمين العام الأممي بعد تأكيده أن الأراضي الصحراوية محتلة بغير وجه حق من طرف المغرب. وأضافت في وثيقتها، أن كل الدول الأعضاء في المنظمة الأممية بما فيها المغرب وافقت على تحديد الوضع النهائي لهذا الإقليم بموجب قرارات الجمعية العامة التي تمت المصادقة عليها بدون تصويت. وذكرت المنظمة الأممية، أن مجلس الأمن كان قد طلب من الأممالمتحدة تسهيل المفاوضات للتوصل إلى "حل سياسي يقبله الطرفان و يسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي"، مشيرة إلى أن الرهان يكمن في الوضع النهائي للإقليم. وأوضحت المنظمة، أن الأمين العام كان "شاهداً" خلال زيارته، يوم السبت، لمخيم للاجئين الصحراويين على "خيبة أمل" ناجمة عن 40 سنة من المعاناة، مؤكداً أن الصحراويين يستحقون مستقبلاً أفضل. وبعد أن فشلت في إلغاء زيارة بان كي مون في المنطقة، عادت الرباط، يوم الثلاثاء، لتتهم الأمين العام الأممي ب"الانحياز والانزلاق اللفظي" لكونه استعمل كلمة الاحتلال. وأوضحت الأمانة العامة للأمم المتحدة، أن بان كي مون أشار إلى الاحتلال للتأكيد على عدم قدرة اللاجئين الصحراويين على العودة إلى الأراضي المحتلة، في ظروف تسمح لهم بالتعبير بحرية عن مطالبهم. وأضافت المنظمة الأممية، أن الأمين العام جدد خلال زيارته الأخيرة للمنطقة نداءه من أجل مفاوضات بين جبهة البوليساريو والمغرب والتي ينبغي أن تباشر بنية حسنة وبدون شروط مسبقة. وأكدت المنظمة، أن الهدف من إعادة بعث هذه المفاوضات هو زرع الأمل في قلوب هؤلاء الناس والسماح لهم بالعودة إلى أراضيهم". كما أكدت الأمانة العامة في ردها على سؤال حول توسيع صلاحيات المينيرسو إلى مراقبة حقوق الإنسان، أن تحديد مهام البعثات الأممية من صلاحيات مجلس الأمن. وكان بان كي مون قد صرح مؤخراً على لسان الناطق باسمه أنه "يدرك" مدى النفوذ الذي يمارسه بعض أعضاء مجلس الأمن على الملف الصحراوي.
تصريحات المغرب الهجومية تؤكد عزلته ويذكر أن المغرب الذي عمل على تأجيل زيارة الأمين العام للأمم المتحدة، تحدث ب"نبرة هجومية" عندما اتهم السيد بان كي مون ب"عدم التزام الحياد" خلال زيارته الأخيرة لمخيمات اللاجئين الصحراويين وللأراضي الصحراوية المحررة ببئر لحلو. الجاب الصحراوي بكل أطيافه السياسية والشعبية استقبل بالمقابل زيارة الأمين العام بكثير من التفاؤل والأمل وبصدر رحب، ووصفها ب"الاستثنائية و التاريخية"، باعتبارها فرصة لوقوفه على معاناة الشعب الصحراوي والاستماع عن قرب لانشغالاتهم ومطالبهم وفي مقدمتها حقه في استفتاء لتقرير المصير. وفي هذا الصدد، قال المنسق الصحراوي لدى المينورسو محمد خداد، أمس (الأربعاء)، في تصريحات صحفية أن الزيارة الأخيرة للأمين العام للأمم المتحدة إلى المنطقة، تجسد "ما يدعو إليه المجتمع الدولي منذ سنوات"، معرباً عن "دهشته" إزاء تصرف المغرب تجاهها. وأكد يقول أن "تصريح المغرب ما هو إلا تهرب يؤكد عزلته على الساحة الدولية. فهو لم يعد عضواً في الإتحاد الإفريقي وجمد علاقاته بالإتحاد الأوروبي واليوم هو يريد أيضاً تجميد علاقاته مع الأممالمتحدة برفضه لقاء بان كي مون وبالعبارات المسيئة التي استعملها".