نظرت محكمة الاستئناف بمجلس قضاء بسكرة الثلاثاء، في قضية السجينة (س.ص) المتابعة بجنحة تدنيس المصحف الشريف داخل سجن بسكرة.وكانت المحكمة الإبتدائية قد فصلت خلال رمضان الفائت في هذه القضية وسلطت عقوبة السجن النافذ لمدة 10 سنوات قبل أن تطعن المتهمة في الحكم وتستأنف عن طريق دفاعها الأستاذ طلحة. * الشاهدات: شاهدنا أوراق المصحف في دورة المياه * * وقائع المحاكمة انطلقت الثلاثاء، في حدود الحادية عشرة صباحا، حيث نادى كاتب الجلسة على المتهمة والشاهدات الثلاثة اللواتي كن جالسات في قفص الإتهام، متحجبات، وبعد مثولهن أمام قاضي الجلسة والتأكد من هويتهن دعاهن الى الانصراف خارج قاعة الجلسات، ليشرع في طرح الأسئلة على المتهمة التي كانت ترتدي حجابا أسود وبجانبها دفاعها. * * الرئيس: ماذا فعلت؟ * * المتهمة: لم أفعل شيئا، سيدي الرئيس، كل ما في الأمر أن محبوسات "شراوهالي" بسبب قضية أخرى تتعلق بأشياء ملك لإحداهن، ملقط علبة "ڤولواز" وولاعة سجائر (بريكة)، كل ما في الأمر سيدي الرئيس أنني سحبت سريري، فوقع المصحف على أرض وتبلل، أنا لم أقطعه، لأنني مؤمنة وأخاف الله. منذ الواقعة التي تعود الى العشر الأواخر من رمضان وأنا معزولة في السجن، مصحف يوجد عند المدير، والحارسة أكدت وجودي في مكاني ليلة وقوع الحادثة. * * في القاعة 30 نزيلة هل هؤلاء فقط من شاهدني أمزق المصحف، ثم لماذا لم يبلغن الحارسة بما فعلت؟ * * الرئيس يطلب الشاهدة الثالثة، صاحبة البشرة البيضاء ذات البنية القوية التي كانت ترتدي حجابا مخططا لتُدلي بمايلي: * * الشاهدة (ب.ز) ليست لي مشاكل مع المتهمة، أعرف عنها أنها تمزق أشياءها كلما أحست بقلق، ليلة الحادث سمعت صوتا ناجما عن تمزيق ورق، فاعتقدت أنها مزقت كراسا (بلوك نوت) وعلمت في تلك الليلة أنه تم العثور على أوراق من الحصف مرمية في دورة المياه. * * الرئيس: أين هو المصحف؟ * * الشاهدة (ب.ز): أعتقد بنسبة 90٪ أن "العونة" (ط.س) أخفته. * * الرئيس: وأين ثيابها؟ كل شيء يرمى في سلة القمامة يتم رميه. * * يطلب الرئيس من الشاهدات مغادرة القاعة، ليفسح المجال للدفاع ممثلا في الأستاذة طلحة هدى، هذه الأخيرة أكدت على لسان المتهمة نفيها للجرم المنسوب إليها، ووصفت شهادة السجينات بالمتناقضة، خصوصا حول مكان رمي المصحف الممزق(دورة المياه)، سلة القمامة، على الأرض. * * وأضافت الأستاذة في مرافعتها التي كانت بصوت حاد ومرتفع "ألاحظ أننا أمام محكمة دليل والسؤال أين هو جسم"؟. * * الرئيس: لكن ثمة سجينات شهدن على ما فعلت؟ * * المتهمة: الشاهدة (خ.س) شهدت زورا، وقد قالت لي لو أغير شهادتي أمام القاضي، فسأعاقب. * * الرئيس: هل قطعت المصحف وثيابك ورميت بهم في السلة؟ * * المتهمة: هم يقولون رمت المصحف في سلة المهملات، داخل دورة المياه هذا غير ممكن، أطلب استدعاء الحارسة (ز.م)، وإذا أكدت لكم قيامي بهذا الفعل، فسأتحمل العقوبة، مهما كانت مدتها. * * الرئيس: تقرير الحارسة المذكورة يؤكد ما قمت به؟ * * المتهمة: أين هو المصحف المقطع؟ * الرئيس يطلب الشاهدة (خ.س) * تمثل صاحبة القامة القصيرة بحجاب أسود وتقف بجوار المتهمة لترد على أسئلة الرئيس، وهذا ملخص شهادتها: * دخلت الحمام، فعثرت على أوراق مقطعة من المصحف، كان الوقت الواحدة بعد منتصف الليل، أخذت المصحف المقطع الى جزئين، غير أن المتهمة أخذته مني. * المتهمة: لا شيء من هذا القبيل، سيدي الرئيس. * الرئيس يطلب الشاهدة الثانية (ك.ن) * الشاهدة دخلت القاعة بحجاب بني، لتقف ذات القامة الطويلة على يمين الشاهدة الأولى وتشرع في سرد الحادثة، حيث قالت: »كنا ساهرات وإذا بالسجينة (س.ص) تنفعل بقوة وتقوم بتمزيق ثيابها وأشيائها وتمزق مصحفا لست أدري لمن هو ثم دخلت به الى دورة المياه، وكانت كلما مزقت شيئا رمته ثم عادت لتكرر العملية عدة مرات. * أما الدفاع، فأكد أن المصحف الذي كان لدى المتهمة، يوجد عند مدير المؤسسة العقابية، لكنه لم يقدمه وأكد أن المصحف الممزق غير موجود أصلا، وأقوال الشاهدات تبقى مجرد أقوال، وعليه "ألتمس من عدالتكم الموقرة إلغاء الحكم المستأنف والقضاء ببراءة موكلتي"، أنهت الأستاذة مرافعتها. * ليستدير رئيس الجلسة نحو ممثل حق الإدعاء العام الذي ظل طيلة الصبيحة جالسا، لكن هذه المرة وقف، ليصف هذه القضية بالأولى من نوعها التي تطرح على مجلس قضاء بسكرة منذ افتتاحه، ثم راح يقول: "المتهمة ليست نزيلة جديدة في هذه المؤسسة، لقد ترددت عليها عدة مرات، فلو أريد الانتقام منها مثلما ادعت، فثمة طرق عديدة يمكن اعتمادها غير تمزيق المصحف، أما المصحف الممزق، فهو صغير ويمكن أن يختفي بفعل فاعل، وشهادة السجينات تؤكد وقوع الجرم، وعليه ألتمس تأييد الحكم المستأنف". * الدفاع: المصحف كبير، سيدي الرئيس. * الرئيس: القضية للمداولة لمدة أسبوع.