عرفت ولاية تيزي وزو طيلة سنة 2014 تقلبات اجتماعية لم تشهدها من قبل عبر حركة الاحتجاجات المتصاعدة من يوم لأخر بسبب الركود التنموي التي شهدته المنطقة رغم وعود السلطات الولائية بإكمال المشاريع خاصة في قطاع الطاقة , الأشغال العمومية , وغيرها , وكان آخر تقرير سنوي رفع مؤخرا الى والي ولاية تيزي وزو من طرف مديرية الأمن الوطني بالولاية حول عدد الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية وحتى الرياضية , بان الولاية سجلت الصدارة من حيث عدد الحركات الاحتجاجية التي يتمّ تسجيلها سنويا عبر إقليمها، والتي هي في تصاعد من سنة إلى أخرى، وذلك استنادا إلى الأرقام المحصاة سنويا من قبل الأجهزة الأمنية في هذا الإطار، حيث سجّلت الولاية وخلال العشرة الأشهر الأولى من السنة الجارية أكثر من 400 حركة احتجاجية تتعلق بالإضرابات والمسيرات وغلق الطرق والمرافق والهيئات الإدارية للمطالبة بتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية حيث شهدت ولاية تيزي زو خلال سنة 2014 , عدة تقلبات اجتماعية مست 45 بلدية بسبب تأخر في التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمنطقة القبائل شملت قطاع السكن , الصحة , النقل , الأشغال العمومية , الموارد المائية والطاقة والبيئة مما دفع بالمواطنين إلى الخروج إلى الشارع في أزيد من 400 احتجاج لمطالب اجتماعية وتنموية , التي لا يزال يعاني منها سكان منطقة القبائل على رغم مجهودات الحكومة في تلبية حاجياتهم وقد عرفت خاصة كل من بلديات بني يني , ماكودة , تيقزيرت , ميزرانة , عين الزاوية , ذراع الميزان سببها تباطئ أشغال ربط المئات من القرى بالغاز الطبيعي ناهيك عن انعدام التنمية ومشكل السكنات الاجتماعية التي وعدت بها السلطات الولائية بتسليم المئات منها قبيل نهاية السنة الجارية ووفق ما تشير إليه الإحصائيات التي تحصلت عليها الجزائر الجديدة من قبل المديرية العامة للأمن الولائي سجلت منذ شهر جانفي إلى غاية سبتمبر من السنة الجارية، أكثر من 400 حركة احتجاجية عبر إقليمها الإداري، أين تدخلت مصالح الأمن في إطار إقليم تخصصها لرفع هذه الاحتجاجات، بعدما أدت إلى الإخلال بالأمن والنظام العموميين، وكان لها أثر جد سلبي في عرقلة السير الحسن لمختلف عمل القطاعات العمومية والخاصة، كما أنّ هذه الاحتجاجات مست بالسير العادي للحياة الاجتماعية لسكان ولاية تيزي وزو، خصوصا أنها تستهدف المرافق الخدماتية من إدارات وهيئات عمومية، فضلا عن غلق الطرق الرئيسية منها الوطنية و الولائية، وتشير هذه الأرقام أنّ الإضرابات أخذت حصة الأسد من إجمالي الحركات الاحتجاجية المسجلة، والتي شنها مختلف عمال أسلاك الوظيف العمومي خاصة في قطاعي التربية والصحة والنقل وغيرها من القطاعات الأخرى، للمطالبة بالزيادة في الأجور وتسوية الرواتب وتجديد عقود العمل والترسيم في المناصب وغيرها من المطالب الاجتماعية والمهنية، لتليها عمليات غلق الطرق ومقرات الدائرة والبلدية من قبل سكان المناطق النائية الموزعة عبر 67 بلدية، تتضمنها تيزي وزو، والهادفة في طياتها إلى تحسين ظروفهم الاجتماعية والمطالبة بحقهم في التنمية، ويعدّ الجانب الأمني أيضا من الأسباب الني دفعت بالعديد من مواطني مناطق الولاية إلى تنظيم مسيرات سلمية واعتصامات أمام مقر الولاية أو البلديات، تنديدا بتدهور الأوضاع الأمنية وتنامي الجريمة المنظمة وكذا ظاهرة الاختطافات، إضافة إلى الحركات الاحتجاجية المسجّلة على مستوى جامعة مولود معمري، والتي جعلت الأخيرة تعيش على صفيح ساخن على واقع الإضرابات التي يشنّها الطلبة وكذا الأساتذة والعمال، للمطالبة بتحسين ظروفهم البيداغوجية والمهنية وكذا الاجتماعية، على غرار السنوات الماضية التي رمت بظلالها على السير الحسن للموسم الدراسي وتعطيله. سكان 25 قرية بتيزي وزو يدخلون موسم الاحتطاب كما شهدت بعض قرى بلديات اقبيل , ايت بومهدي , اليلتن , زكري , اغني قغران , واسي يوسف والواقعة على الشريط الحدودي بين ولايتي تيزي وزو والبويرة , عودة لسكانها إلى موسم الاحتطاب, تزامنا مع اقتراب فصل الشتاء , وتعطل مشاريع الربط بالغاز الطبيعي إلي وعدتهم بها السلطات الولائية قبل نهاية سنة 2014 وخلال تجوالنا بإحدى القرى النائية الواقعة في أعالي قمم جبال جرجرة الشامخة , أكد لنا احد شباب قرية اث بوزيد التابعة لبلدية اقبيل بدائرة عين الحمام , بأنه شرع منذ شهر اكتوبر الفارط مع العشرات من شباب المنطقة في الاحتطاب بإحدى غابات القرية المتاخمة لبلدية اعطافن , وذلك من اجل جمع الحطب وتكديسه في إسطبل أو مكان مخصص بكميات هائلة لاستعماله للتدفئة في فصل الشتاء ,وبأنه الوقت المناسب من اجل قطع الأشجار في منتصف فصل الخريف , وعندما سألناه عن أن هذه الطريقة بدائية , وبان غاز البوتان سيعوض الدفيء بدلا من الاحتطاب , أجاب الشاب سعيد وهو في 30 سنة من عمره , بأنه يستحيل الحصول على قارورة غاز البوتان في فصل الشتاء بقريتهم , كما أن عملية شحنها تكلف مبلغ 600 دينار للقارورة بدل 200 دينار , إضافة إلى انعدام المسالك والطرق المعبدة على طول أزيد من 20 كلم مما يصعب جلبها مع الظروف المناخية الصعبة في فصل الشتاء , وهي نفس المشاكل التي يعيشها عدد من قرى البلديات النائية في أقصى جنوب ولاية تيزي وزو أما في قرية تيزيت ببلدية اليلتن , تلجا النساء والعجائز إلى جمع الحطب بعدما يقوم أبنائهم بقطه الأشجار الغير مثمرة , وتخزينها في إسطبلات وتغطيتها جيدا من مياه الأمطار , فيما أكد احد سكان القرية وهو أب في 45 سنة من عمره , بان السلطات المحلية لم تزر أبدا قراهم , إلا في موعد الحملات الانتخابية , وبأنهم لا يزالون يعيشون الحياة البدائية والعزلة والتهميش في سنة 2014 , في الوقت التي تتباهى فيه السلطات المعنية بالانجازات العظيمة والمشاريع الضخمة بالولاية والتي بقيت حبرا على ورق منذ سنوات خلت. 500 دينار لتعبئة قارورة غاز البوتان بالقرى عاش الآلاف من سكان قرى بلديات اقني قغران , اقبيل , ايت تودرث , اليلتن , عين الزاوية , ياكوران , عزازقة , وايجار خلال الاضطراب الجوي الذي ضرب ولاية تيزي وزو في نهاية نوفمبر الفارط حالة من الذعر بسبب الطلب الكبير لسكان هذه المناطق لتعبئة قارورة غاز البوتان التي تعتبر في غالب الأحيان منسية لدى السلطات المحلية , كلما حل بداية فصل الشتاء بها أين تتكرر سنويا مشاهد المعاناة المستمرة لهؤلاء السكان للحصول على قارورة غاز البوتان التي أصبحت تكهل حياتهم اليومية وان وجدت فان سعلر تعبئة قارورة الغاز التي من المفروض ان لا تتجاوز 200 دينار , لينتهز عدد من التجار الموسميين الفرصة من اجل الربح السريع على عاتق الآلاف من العائلات بولاية تيزي وزو الجزائر الجديدة تجولت في إحدى بلديات دائرة عين الحمام وبالضبط ببلدية اقبيل التي تبعد عن عاصمة جرجرة ب 48 كلم جنوبا على الحدود الولائية بين تيزي وزو والبويرة , اين لوحظ عدد من الجرارات تنقل قارورات غاز البوتان لاحدى القرى المنطقة وعند استجوابنا لسائق الجرارة الذي يعدو من أبناء بلدية اقبيل عاطل عن العمل , اكد لنا بانه يقوم سنويا وفي كل فصل شتاء بتعبئة قارورة غاز البوتان بعد جمعها من بيوت عائلات المنطقة بسعر 500 دينار , وعندما سألناه أن العملية تكلف إلا 200 دينار , رد السائق قائلا بان العديد من العائلات لا تتوفر لوسائل النقل إضافة إلى بعد مركز توزيع لسونلغاز الذي يبعد عن البلدية ب 25 كلم ,تضاف إليها رسوم النقل ومستحقاته المالية فان سعر شحن قارورة غاز البوتان تكلف 500 دينار , في ظل غياب مراكز توزيع قريبة من قرى بلدية اقبيل ومن جهة أخرى على رغم تسخير ولاية تيزي وزو ومؤسسة سونلغاز عدة وحدات ومراكز التوزيع بالولاية إلا أنها تبقى غير كافية خاصة في المناطق الجنوبية وعلى مستوى قرى جبال جرجرة , فيما تستمر معاناة سكان هذه المناطق مع أزمة الغاز التي لم ترى النور بعد 52 سنة من الاستقلال وقد شهدت خلال الثلاثي الاخير من سنة 2014 مراكز توزيع قارورات غاز البوتان بكل من بلديات واسيف , الاربعاء ناث ايراثن , بني دوالة , امسوحال , بني يني , وبوغني في ولاية منذ الساعات الأولى من تساقط الثلوج طوابير طويلة من أجل اقتناء قارورات غاز البوتان مما تسبب في أزمة مرور خانقة سواء بالطريق الرابط بين تيزي وزو وبني دوالة , و على مستوى الطريق الولائي رقم 11 الرابط بين واضية واقني قغران الواقعة في قمم جبال جرجرة ، حيث بلغ طول تلك الطوابير في أحسن الحالات إلى أكثر من 100 متر، إلا أنهم كثيرا ما يرجعون ذلك بسبب المضاربة والاحتكار الذي ينتهجه بعض الموزعين الذين يغتنمون الفرصة للربح أكثر أين بلغ سعر تعبئة قارورة غاز البوتان إلى أزيد من 600 دينار جزائري وهو ما دفع بالكثير من مسؤولي البلديات النائية بولاية تيزي وزو إلى السهر شخصيا على توزيع قارورات غاز البوتان بطريقة عادلة ومنتظمة بحيث تقوم مصالح البلدية بجمع قارورات المواطنين الفارغة ثم تنتقل إلى مركز توزيع قارورات الغاز في نقاط البيع التابعة لشركة نفطال بكل من واضية , ووادي عيسي بعاصمة جرجرة لتملأ تلك القارورات ثم تعيدها لأصحابها بالسعر العادي للقارورة الواحدة المقدرة ب 200 دينار, ولكن تبقى المئات من القرى المعزولة بجنوب ولاية تيزي وزو تعاني من تأخر وصول المساعدات تزامنا مع تواصل الاضطراب الجوي الذي ضرب الولاية مما فتح الشهية لبعض الشباب في اغتنام الفرصة لتعبئة قارورات الغاز لسكان القرى المعزولة بأسعار خيالية . ...قطاع السكن يراوح مكانه بولاية تيزي وزو رغم استفادت ولاية تيزي وزو من برنامج إنجاز 6000 مسكن بيع بالإيجار'عدل' ، غير أن هذا البرنامج يواجه عدة مشاكل وعقبات، منها التأخر في الإنجاز، ما ينجر عنه تأخر في الاستلام، كما أن أغلبية البرنامج لم ينطلق بعد وحسب تقرير أعدته لجنة العمران والسكن التابعة للمجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو، فإن هذا البرنامج السكني ‘عدل' يتوزع على 2000 مسكن مبرمج ببلدية تيزي وزو وتحديدا بقطب الامتياز، 1000 مسكن آخر بالقرب من برنامج 3500 مسكن تساهمي إيجاري، إضافة إلى 1000 مسكن ببلدية ايرجن، في حين ستستقبل كل من بلدية أغريب، المدينة الجديدة املال باعزازقة وذراع الميزان حصة 500 مسكن، كما ستحظى بلدية فريحة بمشروع إنجاز 300 مسكن في المكان المسمى أجرار وحصة 200 مسكن استفادت منها المدينة الجديدة تامدة ببلدية واقنون واستناد إلى نفس التقرير، فإن اللجنة تطالب بفسخ العقود مع المؤسسات العاجزة عن المضي قدما في البرامج المسندة لها وإعطائها لمؤسسات تضمن إنجازها بدل بقائها معلقة دون أن يستفيد منها المواطن، حيث ذكرت اللجنة أن مواعيد إنجاز المشاريع لا تحترم غالبا وقت استلام السكنات وترى اللجنة أن وضعا متغيرا جديدا ودينامكية جديدة ضرورية لضمان إنجاز البرامج الجديدة حتى لا يكون مصيرها نفس مصير البرامج السابقة، موضحة أن مشكل العقار لم يعد حجة طالما أن هناك قوانين تسهل من عملية الحصول على الأراضي الضرورية واللازمة لإنجاز كل البرامج الموجهة للولاية كما استفادت الولاية من مبلغ مالي قدره 10 ملايير دج، موجه لاقتناء وتعويض ملاك الأراضي الموجهة لإنجاز مشاريع سكنية وكذا مبلغ مالي قدره مليارين و500 مليون دج موجه لترقية الأقطاب الحضرية الجديدة، حيث تضاف هذه الميزانيات إلى البرامج الحالية التي تعود إلى السنوات الماضية وتبعا للأرقام المقدمة من طرف اللجنة، فإن الولاية استفادت في إطار البرنامج الخماسي 2010 /2014 من برنامج سكني ضخم يقدر ب 132549 وحدة سكنية تتوزع على 27602 مسكن اجتماعي إيجاري، مقابل 68380 حصة من السكن الريفي و3568 من السكن الترقوي، في حين أن 220 وحدة تمثل سكنات التعليم العالي و400 سكن ‘افنبوس'، بينما 2042 تمثل سكنات بيع بالإيجار من جهتها، باشرت مديرية السكن والتجهيزات العمومية لولاية تيزي وزو عملية دراسة ملفات السكن بمختلف صيغه، حيث وصل عددها إلى 117 ألف طلب، حسبما أكده مدير القطاع، بانوح مصطفى، موضحا أنه سيتم توزيع مع نهاية السنة الجارية 629 مسكن عمومي إيجاري من أصل 1.884 وحدة سكنية، مشيرا إلى أنه تم تسجيل 2.500 مسكن عمومي إيجاري قيد الإنجاز على مستوى القطب الحضري بوادي فالي، ينتظر استلامها قبل نهاية عام 2015 وأوضح بانوح أنه تم إحصاء 3.700 سكن قصديري سنة 2005 وسطر لها برنامج سكني يضم إنجاز 4.400 وحدة سكنية للقضاء على الأحياء القصديرية المشوهة لمظهر مدن الولاية العمراني، حيث تتواجد هذه الأحياء بمدينة تيزي وزو، تيزي غنيف، ذراع بن خدة، امشطراس، بوزقان، معاتقة وتيزي راشد، وستسمح عملية هدم السكنات القصديرية بإنجاز مرافق عمومية من جهته، أكد مدير ديوان الترقية والتسيير العقاري، لاج أحمد، أن 13.092 سكن انطلقت عملية إنجازها من بين ال 18.630 وحدة سكنية التابعة للديوان، في حين لا تزال 3.143 قيد الدراسة، بينما تم منح 1.894 مسكن للجان الدوائر قصد توزيعها، مذكرا بأن الولاية قامت منذ عام 2005 بتوزيع ما لا يقل عن 5.470 مسكن عبر بلديات الولاية كما أضافت حمراوي جميلة، المديرة المحلية للصندوق الوطني للسكن، بأنه تم وإلى غاية 30 سبتمبر الماضي، تسجيل استهلاك 79 مليار دج في إطار المساعدة الخاصة بالبناء الريفي وعمليات أخرى تدخل في إطار المؤسسات المنجزة لمختلف البرامج السكنية بتراب الولاية، مشيرة إلى أن الصندوق قام بدفع 39 مليار دج لفائدة السكن العمومي الإيجاري، مقابل 31 مليار دج للسكن الريفي بولاية تيزي وزو لكن على رغم كل هذه الأرقام المتداولة إلا أن الواقع لا يعكس ذلك ففي خلال سنة 2014 أقدم المئات من مواطني البيوت القصديرية والأولى في السكن الاجتماعي بقطع العديد من الطرقات وشل لحركة المرور والمؤسسات العمومية رغم محاولة السلطات الولائية حفظ ماء الوجه في إسكان أصحاب القصدير لعاصمة جرجرة فقط والذين لا يتجاوز عددهم 200 عائلة .