أنهى الديوان الملكي السعودي المعاناة التي عاشتها المعتمرة عزوز رقية وزوجها، بالبقاع المقدسة، طيلة أكثر من ثلاثة أشهر بعدما علقت هناك إثر خطأ إداري ارتكبته وكالة سياحية جزائرية، منحت جواز سفر المعتمرة للإدارة السعودية، سجلت به شقيقتها المتوفاة أثناء أداء العمرة، حيث حل الزوجان أمس بمطار وهران الدولي في أجواء فرحة عارمة وسط أفراد عائلتهما. لم تتوقف الاتصالات من مختلف الجهات بجريدة الشروق، حاول أصحابها تقديم خدمات إنسانية إما لإعادة العجوز إلى الجزائر وإما للتكفل بها هناك، ريثما يتم حل مشكلتها من طرف السلطات السعودية. لكن أقوى الاتصالات كانت للناشط الحقوقي الدولي أنور مالك الذي أبلغ الجريدة منذ الاتصال الأول، بصدور قرار من الديوان الملكي يقضي بالإجلاء الفوري للمعتمرة عزوز رقية وزوجها العالقين منذ أكثر من ثلاثة أشهر بالبقاع المقدسة. هذا الخبر أكدته عائلة عزوز من الجلفة للشروق، فور مباشرة الديوان الملكي لإجراءات الإجلاء، وقد تحصلت على هاتف العجوزين من لدن الناشط الحقوقي الدولي أنور مالك، صاحب تغريدة تويتر التي تفاعل معها مسؤولون سامون في الديوان الملكي السعودي، بعد نشر المقال، إذ حدد السعوديون مكانهما وتكفلوا بإقامتهما وإكرامهما إلى غاية مغادرتهما المطار. هذا وقد حلّ الزوجان المعتمران رقية ومختار عزوز، الأمس، بمطار وهران الدولي، وسط بهجة كبيرة بين مستقبليهم، وقال زوج رقية عزوز في اتصال بالشروق "إنها لنعمة كبيرة أن يجد الإنسان أولاده وعائلته بعد معاناة طويلة انتهت بفضل الله بخير" دون أن يتوقف عن الدعاء لكل من ساهم في عودته وزوجته إلى البلد، وأضاف نجله "جريدة الشروق كانت سفيرتنا بحق في وقت لم نجد فيه سلطات البلد". وقال من جهته أنور مالك بالأمس في حديث هاتفي مع "الجريدة"، "إن الشكر كل الشكر لجريدة الشروق التي ترصد معاناة الجزائريين أينما كانوا وتلفت عناية المسؤولين إزاءها" داعيا السلطات الجزائرية إلى "التحلي بحزم أكثر تجاه الوكالات السياحية التي تصنع في كل مرة مهازل يندى لها الجبين ومعاناة فريدة من نوعها للجزائريين في البقاع المقدسة"، مضيفا "ينبغي توقيف نشاط هذه الوكالات فورا لما ألحقته من ضرر بسمعة الجزائر والجزائريين". هذا وقد تسببت وكالة سياحية (د) من الجلفة في بقاء المعتمرة عزوز رقية عالقة بمكة بعدما قدمت جواز سفرها للسلطات السعودية بدل جواز سفر شقيقتها فاطنة عزوز المتوفاة، أثناء العمرة، ليتم تسجيل رقية كمتوفية مكان شقيقتها فاطنة، ما منع الأولى من العودة عاديا إلى الجزائر، ودفع بزوجها للبقاء معها في محنتها بالغة التعقد، طالت 95 يوما تخللها سكون تام لديوان الحج والعمرة الجزائري ووزارة الشؤون الدينية وحتى وزارة الشؤون الخارجية، الذين كانوا محل تنديد من عائلة عزوز بالجزائر.