تجدّدت، الخميس، المواجهات ما بين عائلات الموقوفين في أحداث الشغب التي عرفتها بلديّة قديل بوهران، الثلاثاء الماضي ومصالح الأمن والدرك، التي تدخّلت لتفرقة المتظاهرين واضطرّت إلى إطلاق النّار في السّماء. بينما أفادت مصادر من عين المكان بإصابة مجموعة من المحتجّين عقب المناوشات والمشادّات بين الطرفين ولم تستبعد أن تكون هناك توقيفات جديدة.انتفضت مرّة أخرى، عائلات الشباب الذين تمّ توقيفهم أثناء أحداث الشغب واعتقالهم بتهمة تخريب ممتلكات عمومية والتحريض على الإخلال بالنظام العام، حيث تجمّعت عائلاتهم أمام مقّر أمن الدائرة وسط المدينة مساء يوم الأربعاء، وإعادة نفس السيناريو يوم الخميس، حيث طالب ذوو المعتقلين بإخلاء سبيلهم من خلال اعتصامهم أمام مقّر الأمن في حوالي الساعة الرابعة مساء، وتطوّرت الأحداث إلى رشق مصالح الأمن بالحجارة وتوجيه عبارات السبّ والشتم، ولم تنجح التدخّلات الداعية إلى التعقّل والتهدئة في المحافظة على استقرار الأوضاع لأكثر من ساعتين، إذ تجدّدت نفس الاحتجاجات أمام المؤسّسة العقابية في حدود الساعة السادسة وتواصلت التوتّرات إلى غاية الساعات الأولى من الليل، إذ ذكرت مصادرنا أنّ تفرقة المتظاهرين من طرف مصالح مكافحة الشغب، الأمن والدرك استمرّت إلى غاية الساعة الحادية عشر ليلا، مضيفة أنّه تمّ إطلاق النّار في السماء لذات الغرض بعدما كادت الأمور أن تنفلت نحو انزلاقات خطيرة أمام مقّر المؤسّسة العقابية، ليتّم بعدها الاستنجاد بتعزيزات أمنية مشدّدة وتطويق المتظاهرين بإحكام، وقد نجم عن ذلك عدّة إصابة في أواسط المتظاهرين إلى جانب ثلاثة من رجال الأمن، في حين كانت صرخات عائلات الموقوفين تتراوح ما بين التنديد بالتهميش و"الحڤرة" والبطالة والمطالبة بإطلاق سراح أبنائهم، الذين يقدّر عددهم بأكثر من 40 شابّا أودعوا الحبس الإحتياطي، فيما ذكرت مصادر أخرى أنّّ الموقوفين كانوا أكثر من 50 شابّا، متورّطين في تخريب منشآت عمومية وخسائر ماديّة بالملايير، إذ شمل الخراب الذي عرفته المنطقة في ساعات قلائل كلّ مقّرات الدائرة، المحكمة، مراكز البريد والضمان الاجتماعي، حيث تسبّبت أعمال الحرق والكسر في تحطيم عدّة مكاتب منها وضياع الملفات والوثائق وأجهزة الإعلام الآلي بين ألسنة النيران، فضلا عن حرق السيّارات والعجلات المطاطية بطرقات البلدية ما أدّى إلى إغلاقها، وأمام هذه التطوّرات المتسارعة والخطيرة، استنفرت القوّات المشتركة عناصرها تحسّبا لأيّ أحداث مشابهة في الفترة المقبلة، في انتظار تدخّل استعجالي من طرف جهات عليا مثلما صرّح وزير التضامن الوطني، جمال ولد عبّاس، الذي أفاد بأنّه سيزور المنطقة السبت.