علمت "الشروق اليومي" من مصدر موثوق أن غرفة الاتهام لدى مجلس قضاء الشلف أحالت 56 إرهابيا على محكمة الجنايات بذات الولاية بينهم تائبون وتجار كانوا يشكلون شبكة دعم وإسناد، كما يوجد بينهم 11 إرهابيا لازالوا في حالة فرار أبرزهم "درودكال" زعيم "الجماعة السلفية"، إلى جانب "لسلوس مدني" المدعو "الشيخ عاصم" وأمير "حماة الدعوة السلفية" المدعو "سليم الأفغاني". * وقد احتوت ملفات هؤلاء الإرهابيين تهما من العيار الثقيل على غرار إنشاء جماعة إرهابية مع القتل والتخريب إضافة إلى تشكيل جماعات دعم وإسناد للإرهاب ونشر وطباعة وثائق تشجع عليه إلى جانب حيازة أسلحة وذخيرة حربية وصناعة متفجرات تقليدية. * وحسب مصادر الشروق اليومي، فإن توقيف هؤلاء الإرهابيين والمتهمين بتشكيل شبكات للدعم وإسناد الجماعات الإرهابية تم في خلال السنة الماضية في أعقاب التحريات الناجحة التي قامت بها الجهات المختصة حول المنتمين إلى جماعات إرهابية، حيث أدت إلى الإطاحة بالعديد من الشبكات النائمة في ولاية عين الدفلى التي ينحدر منها اغلب الموقوفين إلى جانب ولاية الشلف، حيث ينحدر بعض الموقوفين من وادي الفضة وتنس إلى جانب بلدية سنجاس الواقعة جنوب عاصمة الولاية، علما أن هؤلاء الموقوفين -الذين بينهم تائبون استفادوا من مراسيم ميثاق السلم والمصالحة قبل أن يعيدوا الالتحاق مجدّدا بالنشاط الإرهابي - كشفوا خلال اعترافاتهم عن سعي حثيث "للجماعة السلفية" لإعادة إحياء النشاط الإرهابي عبر الإقليم الجغرافي الجبلي الممتد من ولاية تيسمسيلت مرورا بالشلف وانتهاء بولاية عين الدفلى حتى المدية، وهو المثلث الجغرافي الذي كان يطلق عليه كما هو معلوم خلال العشرية الحمراء "مثلث الموت"، كما كشف ذات الموقوفين عن هوية الفصائل الإرهابية الناشطة في الإقليم الجغرافي المذكور، حيث تنشط كتائب "الوارثون" تحت إمارة "لسلوس مدني" المدعو "الشيخ عاصم أبو حيان" إلى جانب كتيبة "جند الله" وهما كتيبتان تنشطان تحت لواء "دروكدال"، و"كتيبة الأهوال". * من جانب آخر، كشف ذات الموقوفين الذين أحيلت ملفاتهم على محكمة الجنايات في الشلف التي ستنظر فيها خلال السنة القضائية الجديدة وفقا لمصادر "الشروق اليومي" الخاصة عن صراع بين الكتائب الثلاث، حيث أورد في هذا الإطار إرهابيان أوقفا العام الماضي كانا ينشطان ضمن الجماعة الإسلامية المسلحة "الجيا" قبل أن يلتحقا بتنظيم "الجماعة السلفية" عن تلقيهما لأوامر من قبل قيادة تنظيمهم الإرهابي بمطاردة أتباع "سليم الأفغاني" عبر جبال عين الدفلى والشلفوالمدية، وهو ما يكشف عن حالة تناحر كبير بين تلك الفصائل الإرهابية عبر منطقة الوسط من البلاد التي تمثل مركزا استراتيجيا للجماعات الإرهابية باعتبارها منطقة عبور وفقا للمختصين في الشأن الأمني.