أكد رضوان معاش مفتش مركزي بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف خلال تدخله في افتتاح أشغال الملتقى الدولي الخامس للسيرة النبوية بدار الثقافة مفدي زكرياء بورقلة نهاية الأسبوع المنقضي، على أهمية مساهمة الأسرة لمواجهة مختلف أشكال الانحراف والجريمة في المجتمع وعدم تنصلها من أداء دورها الأساسي. يرى معاش في تدخله بأن الأوضاع الإقليمية والعالمية الحالية التي تتميز ببروز ظاهرة التطرف، وبما وصفه بالانحرافات الفكرية، خاصة في المجتمعات العربية والإسلامية، ينبغي التصدي لها من خلال التنشئة الصحيحة للأبناء، وبغرس الأخلاق الفاضلة ضمن رسالة الأئمة والعلماء الذين يؤمنون للمجتمع الجزائري مرجعيته الدينية ويصونون أمنه الفكري من خلال حماية هذه المرجعية حسبه. وأضاف ذات المسؤول أن التخلي عن هذا الدور يعد تملصا من المهمة الوقائية والرعاية التي يتوجب أن تقوم بها الأسرة تجاه الأبناء باعتبارها الخلية الأولى التي يتم من خلالها وقاية المجتمع من مختلف مظاهر الانحراف والجريمة والتطرف. وفي ذات السياق أبرز معاش أهمية تلقين الأبناء ما يربطهم بتاريخ الجزائر الغني، وكذا غرس فيهم معاني حب الوطن والتماسك الاجتماعي، وهي قيم تساهم في المحافظة على المجتمع وحمايته من مختلف أشكال الانحراف والتطرف والجريمة. وأبرز بعض المشاركين في الملتقى المذكور أهمية دور الأسرة ومساهمتها بخصوص مواجهة مختلف أشكال الانحراف والجريمة في المجتمع على ضوء السيرة النبوية الشريفة، فيما ستعكف ثلة من الأساتذة الجامعيين والباحثين من داخل الوطن وخارجه خلال أشغال هذا الملتقى الدولي وبحضور أئمة وعلماء ومشايخ الزوايا، على مناقشة عدة محاور ذات صلة ب"التنشئة الأسرية في الإسلام" و"نماذج عن التربية الأسرية الناجحة من خلال السيرة النبوية" و"الأسرة المسلمة بين فلسفة الفكر الإسلامي والحضارة الغربية" و"آليات الوقاية من الانحراف والإجرام". كما يتناول المتدخلون قضايا "العنف الأسري ومظاهره في المجتمع الجزائري" و"التربية الأسرية في القرآن والسنة وعلاقتها بالحماية من الانحرافات الاجتماعية" وغيرها من المواضيع ذات الصلة بإشكالية الملتقى.