حوّل مشروع إنجاز شبكة الصرف الصحي بقرية "أنفوس" ببلدية الغيشة غرب عاصمة الولاية الأغواط، بمبلغ تجاوز 11 مليار سنتيم حياة السكان إلى جحيم، بعد أن كان حلما ينتظرونه منذ سنوات طويلة، حيث باتت الروائح الكريهة المنتشرة من مصبه بالمكان المسمى الربط تؤرقهم، فضلا عن انعكاساته على الثروة المائية والمنابع المنتشرة بمناطق الشوابير والرحى التي يستغلها قاطنو التجمع لهم ولحيواناتهم. عبر سكان قرية "أنفوس" الذين يقارب تعدادهم 2000 نسمة، حسب آخر الإحصائيات، عن تذمرهم لتجاهل المديرية الوصية لشكاواهم المتكررة بضرورة التدخل السريع لإيجاد حل استعجالي لكارثة مشروع إنجاز شبكة الصرف الصحي بعد أن تحوّل إلى كابوس أسود أرق حياتهم وتسبب في تهجير العشرات منهم لمناطق أخرى، بعد أن تسبب مصبه في تلويث المياه المالحة الكائنة بالمكان المسمى "الربط" والتي كانوا يستعملونها لتوريد مواشيهم، إلى جانب تلويثه للمنابع المائية الكائنة بمنطقة "الرحى" والمعروفة بعذوبتها والمستعملة كذلك للشرب من طرفهم، هذا فضلا عن الروائح الكريهة التي باتت منتشرة في القرية بسبب مياه الصرف المتجمعة في المصب. وفي الإطار نفسه، أكد السكان للشروق أن المشروع تجاوزت تكلفته 11 مليارا، وهو مبلغ كبير كان بالإمكان أن يستغل في إنجاز عدة مشاريع تنموية بقريتهم المعروفة بتضحياتها أثناء الثورة التحريرية من خلال معركة "الشوابير"، كما وقف ذات السكان في وجه الإرهاب خلال العشرية السوداء بحكم وجود القرية بمحاذاة جبال القعدة الشهيرة، الأمر الذي حرمها من المشاريع التي لها صلة بالحياة اليومية للمواطن على غرار فتح المسالك والطرق وبناء الهياكل التربوية والصحية التي تبقى مطلبا رئيسيا لقاطنة أنفوس التي يعاني شبابها من بطالة قاتلة بسبب حرمانهم من برامج تشغيل الشباب والشبكة الاجتماعية، داعين في الأخير السلطات الولائية لبرمجة مشاريع سياحية بمنطقتهم التي تتوفر على فضاءات سياحية غاية في الروعة، على غرار منطقتي "الرحى" و"الشوابير".