عادة ما تختار الفتاة في المرحلة الأولى لطفولتها أو حتى عند بداية مراهقتها هواية تناسب أنوثتها فيكون لها موهبة في الزركشة أو الخياطة أو الطهي والقائمة طويلة، لكن أن تهوى فتاة صغيرة حرفة الجزارة وتجد فيها متعة فإن الأمر يبدو غريبا. * وهو حال البرعمة خلفان حواء، المدعوة حسينة، التي وجدت »الشروق« صعوبة في إقناعها لإنجاز هذا الحوار معها، فهي خجولة إلى درجة أنها لم تهضم فكرة نشر موضوع موهبتها في الجريدة، إلا أنها وبعد تدخل والدها بلعمري وأستاذها في حرفة الجزارة وكذا اتصالها بأهلها الذين هم كذلك أقنعوها واستحسنوا الفكرة وفي آخر المطاف دخلت الصف كما يقال. * عند توجهنا إلى محل الوالد الكائن بالسوق المغطى بحي 1100 سكن المعروف ب»اكوتيك«، كنا نفكر كيف نبدأ معها حوارنا هذا على خلفية أن الجزارة الصغيرة التي تدرس بمتوسطة سميلي وسنها لا يتجاوز 15 سنة فقط، خاصة وأنها تفاجأت عندما علمت أننا جئنا في مهمة إعلامية، وبعد تردد راحت تسرد لنا قصتها مع حرفة الجزارة التي عجز عن اقتحام عالمها الشباب والكهول، ناهيك عن بنات حواء، حيث قالت إنها كانت تهوى الجزارة منذ نعومة أظافرها وكانت دوما حريصة على تقديم يد المساعدة لوالدها الذي مارس الحرفة منذ 25 سنة ولايزال، وبعد أن اشتد ساعدها دخلت عالم التحدي وأبهرت الزبائن والفضوليين بتقنيات التقطيع لمختلف أنواع اللحوم. وتضيف حسينة، أنها تجد المتعة والراحة وهي تتعامل مع الزبائن والكبار دون خجل ولها موهبة كبيرة في تعاملها مع المزبرة والخنجر، لتقول لنا إنها تشعر بالفخر باعتبارها محطة إعجاب الفضوليين والزبائن الذين يقبلون يوميا للتمتع ومحاولة اللعب على أعصاب البرعمة الجزارة. ولكن تقول حسينة إن أحلى محطة عندها في حياتها هي عندما يقصدها الزبائن الكبار والصغار وتتعامل معهم بصدر رحب. وفي آخر اللقاء تمنت حواء أن تنجح في دراستها وتحقق أمنيتها أكثر وهي أن تكون جزارة محترفة وتشجع باقي أفراد العائلة على دخول عالم الجزارة.