لجأ أتباع تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الى اغتيال مواطنين لصلتهم المهنية وعلاقتهم التجارية بمصالح الأمن، حيث اغتيل شاب يعمل نادلا في نادي الشرطة ببومرداس، وبعده تاجر يقوم بتموين ثكنة عسكرية ببومرداس أيضا أحد أهم المعاقل الرئيسية للتنظيم الإرهابي، وقد تم تنفيذ العمليتين ذبحا، مما يؤكد أنها تحمل بصمات بقايا "الجيا" الذين عادوا للنشاط تحت غطاء "الجماعة السلفية". * واللافت في الاعتداءات الإرهابية الأخيرة، أن أتباع درودكال أصبحوا يستهدفون المدنيين الذين يعملون كأعوان شبه عسكريين أو يقومون بالتموين بالحليب والخبز والخضروات واللحو، وأفاد متابعون للشأن الأمني، أن العودة لاستهداف هؤلاء تعكس عجز قيادة "الجماعة السلفية" عن إقناعهم بالتعاون معها وأيضا الخضوع لأوامرها بقطع صلتهم بأجهزة الأمن كما كانت تفعل "الجيا" تحت إمارة "جمال زيتوني" وبعدها "عنتر زوابري"، حيث تم إصدار بيانات تتوعد جنود الخدمة الوطنية وكل من تربطه علاقة بمصالح الأمن حتى علاقة زواج (...) وبعدها طالب "درودكال" المواطنين بعدم التعامل مع أفراد الأمن وهجر سكناتهم القريبة من المراكز الأمنية والثكنات العسكرية. * ويدرج العديد من المراقبين، "مجزرة يسر" التي استهدفت المترشحين للالتحاق بصفوف الدرك الوطني برتبة ضباط ضمن هذه الإستراتيجية على خلفية أنه تم استهداف المدرسة بسيارة مفخخة يوم إجراء الامتحان البسيكو تقني، حيث كان كل المترشحين حاضرين، وكان هذا الاعتداء مؤشرا على توسيع "الجماعة السلفية" لدائرة أهدافها، حيث كانت تستهدف أفراد الأمن لتنتقل الى الأفراد شبه العسكريين، ثم المدنيين في تكريس جديد لمنهج "الجيا". * ويفيد متتبعون أن قيادة "درودكال" أصبحت تستهدف المتعاملين مع المؤسسات الأمنية بعد أن كانت قد حاولت في وقت سابق اختراقهم بأساليب الترغيب والترهيب كما وقع في الاعتداءين الانتحاريين اللذين استهدفا الثكنة العسكرية بالأخضرية وثكنة حراس السواحل بدلس، حيث كانت المركبتان المستعملتان خاصتين بالتمويل بالحليب والخبز، لتلجأ المؤسسات الأمنية على خلفية هذه الاعتداءات الانتحارية الى تنظيم علاقتها مع الممونين وتأطيرهم لتصل "الجماعة السلفية" الى أن "استخدام الممونين وأصحاب العلاقات التجارية خيار فاشل"، وفي ظل عجزها عن التعاطي معهم لجأت الى خيار التقتيل. * وقال خبير أمني على صلة بالملف، أن استيراتيجية قيادة الجيش التي اعتمدتها مؤخرا بالانتشار والتوسع أكثر في المناطق الجبلية والمعزولة، خاصة بمنطقة القبائل بإنشاء مراكز متقدمة للجيش سيؤدي تدريجيا الى شل استيراتيجية ونشاط التنظيم الإرهابي، خاصة وأن هذه المراكز معناها مصادر جديدة للتموين وخلق علاقات تجارية جديدة مع المواطنين والتجار مما دفع قيادة "درودكال" الى تنفيذ اغتيالات انتقائية "للتشويش" على هذه العلاقات، وهو ما يعكس مجددا اليأس الذي يتخبط فيه التنظيم الإرهابي بتكريس أساليب "الجيا" في بداية زوالها.