هل سيترشح جاب الله خلال الرئاسيات القادمة اتفقت أغلب الأحزاب والشخصيات المحسوبة على التيار الإسلامي، أن هذا الأخير غير قادر في الوقت الراهن على تقديم مرشح واحد يمثله في الانتخابات الرئاسية المقبلة، بسبب حالة التشرذم والانقسام التي يعاني منها هذا التيار، وهي الحالة التي دفعت البعض إلى الوقوف وراء مرشح غير إسلامي يتعهد بحماية الثوابت الوطنية ومقومات المجتمع. * ويعتبر مدني مزراق، القائد السابق لما كان يعرف "بالجيش الإسلامي للإنقاذ"، واحدا من أنصار هذا الطرح، فهو يرى أن "من يترشح من الإسلاميين في ظل الظروف الراهنة، سوف لن يقدم خدمة للمشروع الإسلامي، بقدر ما يسعى بحسابات شخصية وحزبية"، داعيا التيار الإسلامي إلى البحث عن مرشح "يؤمن بالثوابت الوطنية والإسلامية ويدافع عنها، ويرفض الطرح العلماني ويقف ضد أنصار هذا التيار الذي يسيطر أتباعه على مصادر صناعة القرار بالرغم من أنهم أقلية قليلة". * ويقول مزراق بأن إيمانه بهذا التوجه ترسخ لديه بفعل الواقع الذي يعيشه التيار الإسلامي هذه الأيام، الذي هو أعجز، برأيه، من أن يقدم مرشحا واحدا. وتأسف المتحدث للوضع الذي آلت اليه بعض الوجوه المحسوبة على التيار الإسلامي، ضاربا مثالا برئيس حركة الإصلاح السابق، عبد الله جاب الله، الذي قال بشأنه إنه لن يتردد في الترشح للرئاسيات إذا لقي ضمانات بتمكينه من جمع 75 ألف توقيع. * ومن هذا المنطلق، يعتقد مدني مزراق، أن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة هو الأجدر بالترشح باسم هذا التيار، لكن بشرط استجابته لجملة من الشروط، أولها مواصلة مشروع المصالحة الوطنية إلى أن تصل إلى مداها، والإقلاع عن مظاهر التردد الذي طبع مسيرة هذا المشروع منذ انطلاق عملية تجسيده، التفات مرشح العهدة الثالثة إلى الجانب الاجتماعي للجزائريين، الذين قال إنهم لم يستفيدوا من البحبوحة المالية التي عاشتها البلاد في السنوات الأخيرة. * غير أنه وبالمقابل يبدو أن حركتي النهضة والإصلاح عازمتان على الدفع بمشروع مرشح واحد عن التيار الإسلامي، نحو التحقيق، فقد أكد المكلفان بالإعلام على مستوى الحركتين، مصطفى بوقرة، وجمال بن عبد السلام، على التوالي، أن المشروع يوجد على مستوى مجلسي الشورى، للبت فيه، غير أن ذلك لم يمنعهما من إبداء قليل من التفاؤل، بالنظر إلى التجارب التي عاشها هذا التيار منذ منتصف التسعينات وإلى غاية اليوم، ولم تستبعد الحركتان اللجوء إلى مرشح من خارج التيار الإسلامي، في حالة عدم التوصل إلى اتفاق. * وفي هذا السياق، تشير بعض المصادر إلى أن النهضة والإصلاح تدرسان خيار تقديم الدكتور أحمد بن محمد، مرشحا عنهما، وهو ما ألمح إليه بن محمد في اتصال هاتفي مع "الشروق اليومي"، بحيث أشار بأنه في "تشاور مع الثقة والأداء"، رافضا الإفصاح أكثر بشأن هذا الموضوع، بحجة أن موعد الرئاسيات لازال يفصلنا عنه خمسة اشهر. * وقال بن محمد بلغة تخفي وراءها الكثير من الإيحاء "هناك خطين متوازيين يتحكمان في توجهاته، الأول هو أن تزكية الباطل حرام، والثاني هو أن التولي يوم الزحف من الكبائر"، في تلميح إلى أنه لو عرضت عليه فكرة الترشح لموعد أفريل المقبل، فسوف لن يرفضها..