"من علم الذرة والتفاعلات الكيميائية المعقدة.. إلى اجترار مقطوعة الحروف الأبجدية وتلقين عمليات الجمع والطرح.." هكذا علق عشرات الأساتذة والمعلمين من حاملي الشهادات العليا بدرجة ليسانس ومهندس بعد أن تعذّر عليهم العثور على مناصب ووظائف تتناسب مع تحصيلهم العلمي ومستوى شهاداتهم العليا فأُدمجوا كأساتذة ومعلمين في فروع محو الأمية وأقسام الابتدائي. * * وتبنّت مديرية الوظيف العمومي إستراتيجية جديدة لإدماج خريجي الجامعات الجدد وحاملي الشهادات العليا في الحياة المهنية ابتداء من الدخول الاجتماعي الجاري، حيث تشرف على عملية الإدماج المهني دواوين الولاية، في حين تتكفل وزارة العمل والشغل والضمان الاجتماعي ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بصرف رواتب خريجي الجامعات الجدد. * وأدمجت مديرية الوظيف العمومي عدد من حاملي شهادة مهندس في العلوم التطبيقية والفيزيائية في سلك التعليم، خاصة في الطور الابتدائي ما أثار سخط الأساتذة الذين في الغالب يوّظفون كأساتذة مستخلفين ومؤقتين، حيث تعلق الأساتذة "كسال.و" معلمة بابتدائية شرق العاصمة "بعد أكثر من خمس سنوات في الجامعة، نبحث وندرس في علم الذرة والتفاعلات الكيميائية لنجد أنفسنا يوميا نجتر نفس المقطوعة لتلقين التلاميذ الحروف الأبجدية وعمليات الجمع والضرب البسيطة عوض أن نوظف علمنا وجهد تلك السنوات الطويلة فيما يخدم البلاد أكثر"، في حين يتهم الأستاذ "يونسي.م" معلم في الابتدائية ومتحصل على شهادة ليسانس في اللغة العربية وآدابها السلطات العمومية بتسطير خطة لتجهيل حاملي الشهادات العليا. * كما سبق وأن شدّدت الأمينة العامة لحزب العمال في خطاباتها على خطر توظيف حاملي الشهادات العليا من مهندسين وأطباء في وظائف غيّر وظائفهم أو التي لا تتناسب مع مستواهم العلمي والتكويني، واصفة ذلك ب"سياسة" إفراغ الشهادات العلمية من محتواها وقيمتها ومحاولة خلق القابلية للذل والرضا ب"الدونية" في نفسية حاملي الشهادات العليا ودفعهم للبحث عن أي عمل مهما كان رغم أن تكوينه العلمي والبيداغوجي يؤهله لوظيفة قارة تخدمه وتخدم محيطه ما يحدث نوعية من "اللااستقرار".