دعا فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية حقوق الإنسان المعتقلين الجزائريينبغوانتانامو إلى رفع دعاوى أمام القضاء الأمريكي لتعويضهم على السنوات التي قضوها مسجونين دون وجه حق، إلى جانب تعريضهم إلى مختلف أشكال التعذيب. * * وقال قسنطيني في تصريح "للشروق" بأن 17 من أصل 27 جزائريا مايزالون مسجونين بمعتقل غوانتانامو بتهمة الإرهاب، مع أن كل الأدلة تثبت عكس ذلك، مصرا على ضرورة أن يسارعوا إلى مقاضاة الجهات التي تسببت في إلحاق الأذى بهم، قبل العودة إلى أرض الوطن، على اعتبار أن المعتقل سيتم إغلاقه بشكل نهائي فور أن يستلم الرئيس الأمريكي الجديد مهامه بشكل رسمي، وسيكون ذلك ابتداء من 20 جانفي القادم. * وفي سياق متصل أصر رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان بوجمعة غشير على ضرورة أن تقوم المصالح القضائية الجزائرية بحفظ ملفات المعتقلين الجزائريين في غوانتانامو عند عودتهم إلى أرض الوطن، رافضا إخضاعهم إلى الرقابة القضائية بحجة براءتهم من التهم المنسوبة إليهم، ما سيمكنهم في تقديره من مقاضاة السلطات الأمريكية والحصول على التعويضات التي يحددها التشريع الأمريكي. * وفي إطار إحياء ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، توقع فاروق قسنطيني من خلال استضافته في برنامج "تحولات" للقناة الإذاعية الأولى، أن يعلن رئيس الجمهورية قريبا إجراءات لتعويض المواطنين الذين ضيعوا ممتلكاتهم بسبب الإرهاب، إلى جانب تعويض معتقلي الصحراء وكذا النساء المغتصبات أو كما سماه الأمهات العازبات. * ويرى قسنطيني بأنه أضحى من الضروري جدا أن يسارع الرئيس إلى اتخاذ إجراءات أخرى من أجل معالجة الملفات العالقة لاستكمال تطبيق المصالحة الوطنية، من ضمنها تعويض الفئات المذكورة أعلاه، "لأنهم عانوا كثيرا، وهم لا يطلبون امتيازات، كما أن الغرض من المصالحة الوطنية هو عدم تهميش أي طرف كان". كما يدعو قسنطيني إلى التكفل بالتائبين، من خلال تمكينهم من الحصول على مسكن ومنصب عمل، "وهم لا يطلبون المستحيل"، رافضا اتهامه بالدفاع عن هذه الفئة، "بل أنا أدافع عن المصالحة الوطنية، التي لاحظت بأن تطبيقها شابه عديد من النقائص، من خلال الشكاوى التي أتلقاها يوميا". * وبخصوص وضعية حقوق الإنسان عموما في الجزائر، يرى قسنطيني بأنها تحسنت كثيرا، لكنه سجل في تقريره النهائي الذي سيرفعه إلى رئيس الجمهورية جملة من النقائص في قطاع الصحةّ، وكذا في قطاع العدالة بسبب تدهور وضعية السجون. * وأعلن ضيف القناة الإذاعية الأولى عن استعداد هيئته لأداء زيارات تفقدية للمؤسسات التربوية من أجل الاطلاع على وضعيتها، مبديا رضاه عن أداء قطاع التربية الوطنية، بدليل أن الجزائر تحتل المرتبة الثانية بعد دولة جنوب إفريقيا على مستوى القارة السمراء.