كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الأحد، مسودة تقرير حكومي يتهم إدارة الرئيس جورج بوش بالفشل في إعادة إعمار العراق والوضع العسكري هناك. * وأوضح التقرير الذي لم ينشر عملية إعادة بناء العراق التي قادتها الولاياتالمتحدة بأنها "عملية بلغت تكاليفها 100 مليار دولار وحكم عليها بالفشل بسبب الصراع البيروقراطي الداخلي وتجاهل العناصر الأساسية للمجتمع العراقي وموجات العنف هناك". * وقالت الصحيفة: إن وزارة الدفاع الأمريكية نشرت تقارير مبالغًا فيها عن إحراز تقدُّم للتستر على فشل عملية إعادة البناء فور أن بدأت هذه العملية في التباطؤ". * ونقل التقرير عن كولن باول (وزير الخارجية الأمريكي السابق) "أنه خلال الأشهر التالية لغزو العراق عام 2003 استمر البنتاجون في تلفيق أعداد قوات الأمن العراقية". * وأشارت "نيويورك تايمز" أن كلاً من اللفتانت جنرال ريكاردو سانشيز (القائد السابق للقوات البرية الأمريكية في العراق)، وبول بريمر (المدير المدني قبل تولّي الحكومة العراقية زمام الأمور في يونيو عام 2004) أيَّدَ رأي باول. * وأكّدت الصحيفة أن تقرير "الدروس الصعبة.. تجربة إعادة بناء العراق" أعده مكتب المفتش العام الخاص بإعادة بناء العراق برئاسة ستيورات بوين جي أر وهو محامٍ جمهوري يزور العراق كثيرًا ويحتفظ بهيئة موظفين من المهندسين ومراجعي الحسابات هناك. * واعتمد التقرير على نحو 500 مقابلة وأكثر من 600 عملية فحص حسابات وتفتيش وتحريات ذكرها مكتب براون لسنوات. وامتنع جنجير كروز نائب بوين عن التعليق للصحيفة بشأن جوهر التاريخ ولكنه قال: إنه سيتمّ تقديمه في الثاني من فبراير في جلسة الاستماع الأولى للجنة التعاقدات وقت الحرب التي أُنْشِئت بموجب قانون اقترحه الديمقراطيون. * ومن بين النتائج التي توصل إليها التقرير في مسودته أنه خلال نحو خمس سنوات بعد أكبر مشروع إعمار خارجي للحكومة الأمريكية منذ خطة مارشال في أعقاب الحرب العالمية الثانية مازالت الحكومة لا تملك السياسات أو القدرة الفنية أو الهيكل التنظيمي اللازم لمشروع يقترب حتى من حجم هذا المشروع. * ووجد التقرير أن جهود إعادة البناء لم تفعل شيئًا يذكر أكثر من إصلاح ما دمر خلال الغزو الأمريكي وما تلا ذلك من عمليات نهب، مشيرًا إلى أن هذه الجهود الجزئية لأنه لا توجد وكالة بمفردها في الحكومة الأمريكية تملك المسئولية الأساسية عن هذه المهمة.