كشف عُدي الزيدي، للشروق، أن شقيقه منتظر اتصل به هاتفيا مساء أمس، وطمأنه على صحته وأنه بدأ يتعافى من آثار الضربات التي تلقاها وقال عُدي في اتصال هاتفي مع الشروق إن أخاه حرص على تأكيد أنه غير نادم على ما فعله، "ولما سألته يقول عُدي عن سبب فعلته قال لي بالحرف الواحد: أتسألني لماذا؟ لقد فعلت ذلك من أجل شهداء العراق والأرامل واليتامى"، قائلا في السياق ذاته "إنه لو أتيحت له فرصة ليعيد ما فعله لأعاد ذلك ولو مائة مرة". * وفي السياق ذاته، كشف عُدي الذي تكلم بصوت ضعيف يؤكد مدى المعاناة والإرهاق اللذين يمر بهما، أنه بدأ هو وأحد أشقائه إضرابا مفتوحا عن الطعام، من أجل الإفراج عن أخيهم منتظر الزيدي وإطلاق سراحه، قائلا إن عائلته تعرضت لمضايقات أثناء اعتصامهم أمام المنطقة الخضراء، وأن بعض قوات الأمن أسقطت الخيم على من بداخلها من النساء قبل أن تصادرها مع الكراسي، تاركين إياهم يقضون الليلة في العراء. * وواصلت عائلة الصحفي منتظر الزيدي اعتصامها لليوم الثاني على التوالي أمام أحد مداخل المنطقة الخضراء، مطالبة بالإفراج عن منتظر الذي لا يزال مكان اعتقاله مجهولا إلى حد الساعة. * ومن جهتها، أبلغت مصالح الأمن العراقية عائلة الزيدي وممثلي العشائر والنواب والصحفيين المعتصمين معهم، أمس، أنهم يتواجدون في منطقة "ذات اهتمام أمني"، وهو ما يعني أن الاعتصام فيها لا يمكن أن يتم إلا بموافقة رسمية من طرف وزارة الداخلية بناء على ما ورد في المادة 36 من الدستور العراقي فيما يخص التظاهر والاعتصامات السلمية التي "لا تخل بالنظام العام والآداب أو التحريض ضد العملية السياسية"، مضيفين أن هذا الإلزام يُعتبر "سياقا قانونيا تتبعه جميع الجهات التي ترغب بتنظيم التظاهرات السلمية". * وفي سياق مواز، ذكرت مصادر عراقية أن رئيس الحكومة نوري المالكي طلب من موفق الربيعي المشرف على التحقيق مع منتظر الزيدي إبلاغه باستعداد الحكومة العراقية للإفراج عنه وإسقاط الدعوى القضائية المرفوعة ضده، بشرط تقديمه لاعتذار خطي وبصورة علنية وتبرئته مما قام به على أساس أنه كان "عملا طائشا". وقالت نفس المصادر إن هذا الطلب العراقي يمثل طلب السفارة الأمريكية ببغداد التي أبلغت رئيس الوزراء العراقي أن الاعتذار هو السبيل الوحيد لمحو صورة البطل من أذهان الرأي العام العراقي والعربي بصفة عامة، لكن يبدو أن رد منتظر الزيدي جاء ليحسم هذا الجدل ويؤكد موقفه الثابت من الفعل الذي قام به. * وكان المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة العراقية قد أعلن أول أمس أنه تسلم رسالة خطية من منتظر الزيدي يبدي فيها ندمه على ما بدر منه ويطلب الصفح من رئيس الوزراء، وهي المعلومة التي نفاها شقيقه عُدي بشدة، قائلا في مكالمة هاتفية مع "الشروق" إنه يشك في وجود هذه الرسالة أصلا، بدليل عدم عرضها أمام وسائل الإعلام والرأي العام.