في ثاني تصريح له حول الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة، حمل الرئيس جورج بوش، مجددا، حركة حماس مسؤولية الحرب على غزة، متهما ناشطي الحركة "بالقيام بحملة عنف ضد إسرائيل من دون الاكتراث لشعبهم (أي للفلسطينيين)". * إدارة بوش، التي هي بصدد حزم أمتعتها للرحيل من البيت الأبيض، غير مبالية بما يحدث في غزة، لا بالكارثة الإنسانية والدمار الذي لحق بغزة، ولا بأرواح المدنيين الأبرياء التي تسقط بها، والتي حظيت بتغطية واسعة في الإعلام الأمريكي. موقف البيت الأبيض لسانه باختصار: "حماس هي السبب وإسرائيل لها الحق فيما تفعل". * وفي هذا الصدد قال بوش في تصريح مقتضب وزعه البيت الأبيض، مساء الجمعة، أن الظروف المعيشية لفلسطينيي غزة ساءت بعد الاستيلاء العنيف لحماس (على غزة) في صيف 2007". وأضاف بوش: "بصرفها مواردها على الصواريخ التي تطلقها بدلا من بناء الطرقات والمدارس، برهنت حماس أنه ليس في نيتها خدمة الشعب الفلسطيني". * وفي حديثة الإذاعي الأسبوعي قال بوش: "إن حماس ارتكبت عملا إرهابيا لما جددت مهاجمة إسرائيل بالصواريخ الشهر الأخير، الأمر الذي انجر عنه أسبوع القصف هذا من قبل إسرائيل". مشيرا إلى أن "إسرائيل قامت بعمليات عسكرية ضد قواعد حماس في غزة ردا على هذه الهجومات..". * وفي محاولة لتغطية القتل العشوائي للمدنيين في غزة ذكر بوش أن من وصفهم ب "إرهابيي حماس"، و"كجزء من استراتيجيتهم، يختبئون وسط المدنيين مما يعرض حياة الفلسطينيين الأبرياء للخطر". * وكانت كاتبة الدولة للخارجية كونداليزا رايس، قد أدلت يوم الجمعة كذلك بتصريح مقتضب، دون أن تفتح المجال لأسئلة الصحفيين، لم يخرج عن نطاق ما ذهب إليه بوش. ونفت رايس نيتها القيام بزيارة أخيرة للمنطقة، على الأقل، لوقف حمام الدم في غزة، مكتفية بالقول: "يجري العمل حاليا مع أطراف دولية بغرض التوصل إلى اتفاق لإطلاق النار شامل ودائم وقابل للتنفيذ". * يأتي ذلك في وقت تصاعدت فيه ردود أفعال منددة بالعدوان على غزة في عدة مدن أمريكية، آخرها مظاهرة نظمت يوم الجمعة أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن، كما نظمت مظاهرة مماثلة أمام البيت الأبيض قبل ثلاثة أيام، وأخرى مساء السبت في منهاتن ينيويورك. * كما أن موقف الإدارة الأمريكية المساند، وبصورة مطلقة لإسرائيل، لم يسلم من النقد، كونه غير متوازن وكان السبب في تعطيل مسار التفاوض لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط. وقال زبغنيو بريجنسكي، المستشار السابق للأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر، لقناة "سي أن أن"، إن سياسة إدارة بوش تجاه الصراع في الشرق الأوسط "كانت سيئة للغاية". ودعا المجموعة الدولية، والولاياتالمتحدة أساسا، إلى "العمل على إقناع طرفي الصراع أو الضغط عليها للتوصل إلى اتفاق ينهي الصدام". * وتتساءل الأوساط السياسية والإعلامية في الولاياتالمتحدةالأمريكية عن الصيغة التي سيتعامل بها باراك أوباما مع الحرب في غزة كأول أزمة معقدة ثم الصراع في الشرق الأوسط. وتخشى الأطراف المنحازة كثيرا لإسرائيل ألا يكون الوافد الجديد إلى البيت الأبيض "مساندا قويا لإسرائيل". كما انتقد متظاهرون في مدن أمريكية سكوت أوباما الذي اكتفى مستشاروه بالقول: "هناك رئيس واحد للبلاد في الظرف الراهن". وقالت سيدة أمريكية كانت في مظاهرة في هاواي، حيث يقضي أوباما عطلته: "لم لا يتكلم، لقد تكلم في الشغل، والاقتصاد، وأحداث موباي، ولماذا لم يتحرك لما يحدث في غزة؟"، مستغربة صمت الرئيس المنتخب الذي سيتسلم السلطة يوم 20 جانفي القادم. * من جهة أخرى انتقدت حنان عشراوي، التي تحدثت لقناة "سي أن أن" بصفتها ناشطة حقوقية فلسطينية، إسرائيل التي قالت إنها "تستهدف الشعب الفلسطيني بتدميرها مقرات الوزارات والجامعات والمؤسسات المختلفة"، مكذبة المزاعم الإسرائيلية والأمريكية بأن الحرب على غزة تستهدف مناضلي الحركة. كما أعطت الصورة الحقيقية لما يجري في غزة من حصار وحرمان واحتلال عكس ما يروج له في الأوساط الإعلامية والسياسية هنا. * وأبدى إعلاميون ومحللون شكوكا إزاء المكاسب التي تنوي إسرائيل تحقيقها من الحرب على غزة وما إذا كان التخلص من حماس ممكنا. ولم يتردد متدخلون في القول إن هذه الحرب "سوف تخرج منها حماس قوية، وسوف تتسلح مجددا وتكسب تأييد الشارع الفلسطيني والعربي". بينما تخوف آخرون من الاجتياح البري للبلدة، معيدين للأذهان المواجهة مع حزب الله في صيف 2006 .