مسيرة حزب العمال تتحول الى وقفة منعت قوات الأمن أمس تجمعا تضامنيا مع غزة دعا إليه حزب العمال بساحة الشهداء، وتعرض نواب الحزب للتعنيف من طرف اعوان الأمن الذين قاموا بدفعهم بالقوة وشدهم من الملابس لإخراجهم من وسط ساحة الشهداء، وقال عناصر من الأمن "للشروق اليومي" أنهم "تلقوا تعليمات بمنع التجمع قبل أن ينطلق". * ومُنع جلول جودي الرجل الثاني في حزب العمال من مجرد البقاء في ساحة الشهداء نهائيا، وأمام إصراره على البقاء في مكانه تم اقتياده إلى مركز الأمن، قبل أن يتم الإفراج عنه بعد ذلك، وعندما حاول المقاومة، قام عناصر الأمن بشده من ملابسه ودفعوه نحو سيارتة وأمروه بأن يقلع بها فورا. * وأمهلت قوات الأمن نواب حزب العمال ومن معهم من مناضلين ومواطنين 15 دقيقة لمغادرة ساحة الشهداء قبل الساعة الحادية عشرة، وهو موعد انطلاق التجمع، وإلا سيتم توقيفهم جميعا، ما دفع الجميع إلى المغادرة. * في حين تم توقيف خمسة أشخاص حاولوا المقاومة، من بينهم مواطنين جاءا حاملين الأعلام للمشاركة في التجمع، ومناضلين آخرين في حزب العمال، كما أوقفت مصالح الأمن علي بلحاج الرقم الثاني في "الفيس" المحل، الذي جاء على الساعة الحادية عشرة مرفوقا بشقيقه عبد الحميد للمشاركة في التجمع، حيث لم يعثر على لويزة حنون ولا على غيرها، لأن قوات الأمن فرقت الجميع، وبمجرد أن اقترب منه الصحفيون، والتف حوله المواطنون سارعت مصالح إلى توقيفه واقتادته في سيارة مدنية إلى مقر الأمن المركزي بالعاصمة، كما منعت قوات الأمن الصحفيين من التصوير، الأمر الذي أدى إلى وقوع مناوشات بين إحدى الصحفيات وأحد عناصر الأمن إثر قيام هذا الأخير بدفعها بواسطة جهاز اللاسلكي لإبعادها عن علي بلحاج، غير أن مصالح الأمن سرعان ما أفرجت عن جميع الموقوفين. * في وقت تدفق عدد هائل من المواطنين منذ الصباح الباكر على ساحة الشهداء منتظرين انطلاق المظاهرة للمشاركة فيها، من بينهم نساء وشباب وشيوخ وحتى الأطفال، غير أن أعوان مكافحة الشغب طوقوا ساحة الشهداء من جميع الجهات، وقاموا بنصب حواجز عند جميع المنافذ المؤدية إلى أحياء القصبة وباب الوادى لمنع المواطنين من التدفق إلى ساحة الشهداء، بينما انتظر العديد من المواطنين مجيء لويزة حنون للإلتحاق بها، غير أن لويزة لم تلتحق بساحة الشهداء بعد أن تم إبلاغها بأن مصالح الأمن منعت تنظيم التجمع. * * حنون: "اتركونا نخرج للشارع" * * وعقب ذلك اضطر حزب العمال إلى تنظيم تجمع متواضع في الهواء الطلق داخل الساحة التابعة لمقر الحزب بالحراش، هتفوا خلاله "أسا أزكى فلسطين ثلا ثلا"... "يا شباب يا شباب إسرائيل هي الإرهاب"... "يا للعار يا للعار فلسطين تحت النار، يا للعار يا للعار حكومات بلا قرار"... "إسرائيل إرهابية، فلسطين عربية"، كما رفعوا شعارات منددة بإسرائيل ومتضامنة مع غزة كتب عليها "تبا للخيانات العربية.. الكيان الصهيوني يساوي النازية.. العدوان الصهيوني على غزة جريمة ضد الإنسانية". * وقالت حنون في كلمة لها خلال التجمع بأن مناضليها انسحبوا من ساحة الشهداء، لأن حزبها أراد تجنب وقوع مواجهات مع مصالح الأمن والمواطنين، وأكدت أن مسؤولين اتصلوا بها وقالوا لها أن السلطات مستعدة لمنحها أي قاعة من القاعات في العاصمة لتنظيم التجمع، ولكن ليس في الساحات العمومية أو في الشارع، وجددت حنون مطلبها لوزير الداخلية بالسماح للإدارات عبر باقي الولايات بتنظيم مسيرات مؤطرة، والسماح للأحزاب كذلك بالخروج في مسيرات عبر الولايات، وقالت بأن حزبها سيودع طلبات من أجل ذلك. تصوير: بشير زمري