يشتغل محققو الدرك الوطني منذ نهاية الأسبوع الماضي، على مصدر الذخيرة الحربية التي تم حجزها على مستوى ضفاف بحيرة الرغاية الواقعة بعين الكحلة شرق العاصمة. إضافة إلى كمية من المسحوق الأسود الذي تم العثور عليه بنفس المكان ويستعمل في صناعة المتفجرات عادة، ولا تستبعد التحريات الأولية صلتها بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" الذي يسجل تحرك أتباعه شرق العاصمة، حيث تم تفكيك عديد من شبكات الدعم والإسناد مؤخرا بالرغاية والرويبة.وقالت المصادر التي أوردت الخبر ل"الشروق اليومي"، أن أفراد الدرك الوطني التابعين لفرقة الدرك الوطني بالرغاية قاموا بناء على معلومات وردت إليهم بالتنقل إلى هذه البحيرة الأربعاء الماضي، حيث عثروا على حوالي 1000 خرطوشة خاصة بأسلحة نارية إضافة إلى حوالي 500 غرام من المسحوق الأسود المستعمل في صناعة المتفجرات، وتحفظ المحققون عن تقديم أي تفاصيل لاعتبارات التحقيق.وكان أفراد الدرك قد قاموا بعملية "تمشيط" لمحيط البحيرة، كما خضع بعض الأشخاص الذين يعملون بالمكان للمساءلة حول احتمال تسجيل تحركات مشبوهة على خلفية أن البحيرة منطقة محروسة ومغلقة وتنتشر بها عديد من البيوت القصديرية وتستقبل خلال يومي الخميس والجمعة عديدا من العائلات التي تتوافد عليه من كل منطقة، وكان مدير مركز تربية المصيدات ببحيرة الرغاية قد صرح في وقت سابق أنهم "يستقبلون خلال العطل ما يربو عن ألف زائر". وأشار إلى صغر المساحة المخصصة للزوار التي لا تتعدى خمسة هكتارات، واعترف في هذا السياق ب"تسجيل نقص في مجال حراسة وحماية الموقع نظرا لقلة أعوان الأمن الذين بالإضافة إلى مهامهم اليومية يضطرون إلى العمل على ضمان أمن المواطنين". ولا يستبعد أن يكون أتباع "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قد استغلوا هذا الوضع للتسلل إلى المكان والتغلغل وسط العائلات خاصة وأن الخراطيش التي تم حجزها غير مخصصة للصيد ليستبعدوا استعمالها في صيد الطيور بالبحيرة، كما أن العثور على المسحوق الأسود أو كما يعرف ب"البارود" وهو خليط من ملح بيتر (نيترات البوتاسيوم)، والفحم النباتي (الكربون) وكبريت ويعتبر من أقدم أنواع المتفجرات. وتشير التحقيقات السابقة في اعتداءي الرغاية ودرڤانة اللذين استهدفا مراكز أمنية بواسطة سيارات مفخخة إلى استخدام المواد المتفجرة التقليدية، وتكون قيادة ما يسمى "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قد سعت لتحويل ورشات صناعة المتفجرات إلى "أماكن آمنة" بعد تضييق الخناق عليها في معاقلها الرئيسية وتدمير مخابئها وفرض الرقابة على الأسمدة الفلاحية والمواد الكيماوية، وتكشف كمية الخراطيش التي تم حجزها توجه هذا التنظيم الارهابي على مستوى العاصمة بعد توقيف أمير سرية العاصمة المدعو "عبد الفتاح بودربالة"، حيث يتم تنفيذ اغتيالات انتقائية، وما يعزز هذا التوجه إفادات تائبين حديثا قالوا إنه يجري تدريب بعض المجندين الجدد على استعمال السلاح الناري في محاولة لتدارك العجز عن تنفيذ عمليات انتحارية إضافة إلى اعتداءات باستخدام قنابل تقليدية.