جانب من الاتفاق وقّعت الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة اتفاق "بناء الثقة وحسن نوايا" لتسوية مشكلة دارفور بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد ثمانية أيام من انطلاق المفاوضات بين الجانبين بوساطة قطرية ومشاركة أممية وإفريقية ممثلة في جبريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي، وثمنت كل الأطراف المشاركة في هذه المفاوضات المارطونية والتي وصفها رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بالشاقة. * وأعلن الجانبان في بيان أصدراه الثلاثاء، اطلعت "الشروق" على بنوده على إعطاء العملية السلمية الأولوية الإستراتيجية على ما سواها لتسوية الصراع في دارفور، والموافقة على اتباع نهج شامل يخاطب جذور المشكلة ويحقق السلام الدائم في البلاد، والموافقة على اتخاذ كافة التدابير الكفيلة بإيجاد بيئة مواتية تساعد على التوصل إلى تسوية دائمة للصراع. ومن بين هذه التدابير المطلوبة، الكف عن كافة المضايقات تجاه النازحين، وضمان وصول مساعدات الإغاثة إلى مستحقيها دون أي عوائق أو عراقيل، والالتزام بتبادل الأسرى وإطلاق سراح المسجونين والمحكومين والمحتجزين والمعتقلين بسبب النزاع بينهما بناء للثقة وتسريعا للعملية السلمية، على أن تقوم دولة قطر والوسيط المشترك للتواصل مع الطرفين لعمل جدول لإتمام إطلاق سراح هؤلاء، كما نص الاتفاق على العمل لأجل إبرام اتفاق إطاري في وقت مبكر يفضي إلى اتفاق لوقف العدائيات ويضع الأسس للتفاوض حول القضايا التفصيلية، والتعهد بإتباع الاتفاق الإطاري بمحادثات جادة تؤدي إلى إنهاء الصراع في أقصر وقت ممكن لا يتجاوز ثلاثة أشهر، والتعهد بالاستمرار في محادثات السلام وإبقاء ممثليهما في الدوحة من أجل إعداد اتفاق إطار للمحادثات النهائية. * وفي ندوة صحفية مشتركة بالديوان الأميري بدولة قطر عقدها رئيس مجلس وزراء قطر والوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وطرفي سلام دارفور، أكد الشيخ حمد بن جاسم على أن محادثات الجولة الأولى اتسمت بالجدية، منوها بعزيمة طرفي النزاع في إنهائه وتصميمهما على الوصول إلى بداية لعملية السلام، معبرا عن تفاؤله من أن لدى الطرفين العزيمة لإنهاء النزاع الذي دام طويلا في دارفور، وعن أمله في أن يقود اتفاق النوايا الحسنة الذي جرى توقيعه لاستمرارية المباحثات ويكون بداية للدخول فورا في المرحلة الثانية من المحادثات، خاصة وانه قد تم تحديد إطار عمل للبدء سريعا في هذا العمل ليكون نقطة تحول مهمة للصراع في السودان ودارفور. * وقال جبريل باسولي الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي أن اتفاق حسن النوايا وبناء الثقة يبرهن على إرادة الطرفين نحو التوصل لحل سياسي للتعامل مع جذور النزاع. وشدد على أن الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة يوليان أهمية كبرى لبلدهما السودان ويدركان أهمية استقراره، موضحا على أن كلا الطرفين يرغبان في رؤية سودان مستقر ومزدهر يعمه الرخاء، مشيرا إلى أنه وفي غضون الأسابيع المقبلة سيلتقي مبعوثو الأطراف المعنية بسلام دارفور بالدوحة لتمهيد الأجواء لاتفاق سلام نهائي، كما أشار إلى مسألة السجناء وقال إن حركة العدل والمساواة عبرت عن التزامها الأساسي نحو عناصرها الذين تم اعتقالهم في ميادين القتال فيما تريد الحكومة ضمانات تقضي بعدم عودة مقاتلي الحركة ممن يتم تحريرهم من الأسر مجددا إلى القتال، وكشف على أنه ورئيس مجلس الوزراء القطري سيلتقيان في الخرطوم للعمل سويا من أجل التوصل لجدول زمني لتبادل السجناء. * من جهته عبر الدكتور خليل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة عن ارتياحه للاتفاق معربا عن أمله في أن تكلل الجهود المتواصلة بالنجاح من أجل التوصل لاتفاق نهائي، مشيرا إلى الأوضاع السيئة للنازحين، ومناشدا في ذات الوقت دولة قطر والدول المستطيعة والمجتمع الدولي بذل جهودهم لتحسين أحوال المتضررين وبالأخص الصحية والتعليمية منها وتوفير المسكن لهم، كما لفت إلى أنه بحسن النوايا سيتم التوصل إلى حل عادل وشامل يتم به إنهاء النزاع ومنع بروز أي بوادر لنزاع جديد.