عالجت أمس، محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء تيزي وزو خلال دورتها الجنائية الثانية لسنة 2008 قضية المتهمين (ب. رابح) المتابع بجناية خطف شخص بقصد الحصول على فدية وجناية القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، والمتهم (ن. يوسف) المتابع بجناية المشاركة في خطف شخص قصد تسديد فدية، إضرارا "بالضحية" دالي فريد البالغ من العمر 4 سنوات. وتعود الوقائع الخطيرة إلى يوم 8/11/2007 حيث تقدم السيد دالي أرزقي أمام مصالح الأمن وأبلغ عن اختفاء ابنه فريد البالغ من العمر 4 سنوات، وأكد الشاكي أن ابنه كان يلعب بجوار المنزل، وقد قام بالبحث عنه في القرية والأماكن المجاورة لها، لكن دون جدوى، وبعد التحريات الدقيقة تم التوصل إلى تحديد هوية الفاعلين الذين اعترفوا بالتهم المنسوبة إليهم. وخلال استجواب المتهم (ب. رابح) من طرف هيئة المحكمة اعترف بالتهمة المنسوبة إليه أمام ذهول جميع الحاضرين الذين أجهشوا بالبكاء، حيث أكد هذا الأخير أن صديقه المتهم (ن. يوسف) هو من اقترح عليه فكرة خطف الطفل للمطالبة بالفدية، ووقع الاختيار في بداية الأمر على الطفل (ح. خالد)، إلا أنهما لم يتمكنا من اختطافه كونه لم يكن وحده، بل برفقة أصدقائه، وأكد المتهم، والذي لم تبدو عليه أي علامات الندم على الجريمة الوحشية التي اقترفها، وأنهما قررا خطف الطفل (دالي فريد)، فقاما بنقله في اتجاه الغابة. وهناك تركه المتهم (ن. يوسف) بعد أن اتفقا على أن يعود ليلا لإحضار وجبة العشاء له، فحضر في تلك الليلة والليالي الأخرى. وأضاف المتهم أنه في اليوم الثالث عندما استيقظ داخل كوخ مبني بغطاء بلاستيكي (براكة) بغابة تيفراس لاحظ أن الطفل فريد كان نائما بجواره لا يتحرك، قائلا لرئيسة الجلسة إنه لم يقم بخنقه، بل توفي وفاة طبيعية، ثم أخبر المتهم الثاني والذي اقترح عليه رمي الطفل داخل بئر يقع بتيفراس بترمتين دائرة ذراع بن خدة. وأضاف المتهم أنه بعد ذلك اتصل بوالد الضحية وطلب منه تسديد فدية تقدر ب 150 مليون سنتيم قصد استرجاع ابنه، وأكد المتهم أنه قام بذلك من أجل الحصول على الأموال قصد تحسين ظروفه الاجتماعية والسفر إلى إسبانيا، أما المتهم الثاني أنكر أمام المحكمة تورطه في هذه الجريمة الخطيرة. ممثل الحق العام خلال مرافعته المطولة أكد أن الجريمة التي اقترفها المتهمان بشعة والتي راح ضحيتها طفل ملائكي لم يرتكب أي ذنب، إلا أنه كان يثق في المتهم (ب. رابح) بصفته جاره والذي خان الأمانة بقيامه باختطافه ونقله في اتجاه الغابة، والأخطر من ذلك، يضيف ممثل المجتمع، أن المتهمين قاما بشد الضحية بسلك بصخرة وتم رميه داخل البئر، بهدف الحصول على فدية للهجرة إلى اسبانيا. ونظرا لخطورة الوقائع طلب وكيل الجمهورية من هيئة المحكمة تسليط عقوبة الإعدام في حق المتهم (ب. رابح) والمؤبد للمتهم الثاني.