الخبير عبدالرحمان مبتول استبعد الخبير الاقتصادي البروفسور عبد الرحمان مبتول، أن يسمح اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، الأحد، بفيينا من تحقيق الهدف الرئيسي للمنظمة والمتمثل في العودة بالأسعار إلى مستوى 75/80 دولارا للبرميل الذي تعتبره المنظمة بالسعر العادل. * وقال مبتول، في تصريح "للشروق"، إنه لا يتوقع أن تتجاوز الأسعار خلال السنة الجارية مستوى 50 دولارا للبرميل، وهو مستوى يعادل 30 دولارا للبرميل بأسعار سنة 2000، وهذا جراء التوقعات المتشائمة بخصوص الطلب العالمي على النفط الذي قدره الإتحاد الفرنسي للصناعات البترولية نهاية جانفي الفارط، بحوالي 85.3 مليون برميل في اليوم، السنة الجارية، مقابل 85.7 مليون برميل السنة الفارطة، وهي المرة الأولى التي يعرف الطلب على الذهب الأسود تراجعا منذ سنوات. * وأكد مبتول أن التخفيضات التي أقرتها منظمة البلدان المصدرة للنفط السنة الفارطة، بواقع 4.2 مليون برميل يوميا والتي كان آخرها التخفيض الذي تقرر خلال الاجتماع الاستثنائي للمنظمة بولاية وهران منتصف ديسمبر الماضي، والمقدر ب 2.2 مليون برميل، لم تسمح بتحقيق وقف حقيقي لتدهور الأسعار التي فقدت أزيد من 100 دولار في ظرف أسابيع قليلة بسبب الأزمة المالية العالمية التي كانت وراء الانكماش الخطير الذي أصاب الاقتصاد العالمي والمتوقع أن يستمر على المدى المتوسط. * وقال عبد الرحمان مبتول، إن التاريخ النفطي العالمي أكد أن تدخل منظمة الأوبك في السوق وقت الأزمة يكون دائما عديم الفائدة، مضيفا أن البنك العالمي في تقريره الأخير الصادر في 8 مارس الماضي، اعترف أن الأزمة العالمية الحالية ستمس جميع بلدان العالم وستكون أثارها مدمرة جدا، خاصة على بلدان العالم الثالث، ما سيدفع بالطلب العالمي على النفط في تراجع متواصل ويجعل أي تدخل لمنظمة الأوبك مجرد ضربة سيف في مياه المحيط، جراء التباطؤ الكبير الذي تعانيه أهم أربعة اقتصادات رئيسية في العالم وهي الاقتصاد الأمريكي والصيني والياباني والأوروبي. * وأوضح المتحدث أن النقطة الرئيسية الثانية التي ستؤثر سلبا على أسعار النفط في المستقبل القريب، إذا استثنينا استمرار التوتر الجيوسياسي في مناطق الإنتاج الرئيسية، ومنها الشرق الأوسط والخليج وإيران، تتمثل في الصعوبة الكبيرة في التقريب بين أهداف الدول المنتجة داخل أوبك والمنتجين خارج المنظمة، وفي مقدمتهم المكسيك وروسيا بسبب اختلاف إستراتيجية التوسع الدولية لمجموعة "غاز بروم" وأهداف الأوبك، وحتى العراق التي تنتج خارج المنظمة منذ أزيد من 13 سنة. * وبسبب الانكماش في الاقتصاد الأمريكي سجل الاحتياطي النفطي الأمريكي مستويات قياسية، ما سيكبح الطلب الأمريكي ومن ورائه الطلب العالمي على النفط الخام والذي سيكون مصاحبا خلال العقد القادم لتغيرات جوهرية في نماذج استهلاك الطاقة في الولاياتالمتحدة مع إدارة أوباما التي تعهدت خلال تنصيبها في جانفي الماضي، بتغيير السياسة الطاقوية والتوجه نحو الطاقات البديلة.