تتوالى الأحداث سريعا، وتعود بنا الذاكرة إلى صيف 2006، نفس السيناريو يتكرر، فعملية أسر الجنديين الصهيونيين التي يشاع أنها السبب في اشتعال الحرب نفذها حزب الله بعد أن تيقن من قرب وقوع اعتداء صهيوني كبير على لبنان، واليوم حزب الله يستعد لعملية أكبر وأشد تأثيرا بعد أن أثبتت المعلومات والتقارير الاستخباراتية أن اغتيال الشهيد عماد مغنية ما هو إلا مقدمة لحرب شرسة تسعى "إسرائيل" الانتقام لهزيمتها المرة من خلالها.. جميعنا سيشهد زوال "إسرائيل" والمتتبع لكلمات وعبارات السيد نصر الله في خطابه الأخير، يجد أن الرجل يخفي وراء كلامه مفاجآت ستكون دون أدنى شك مدوية وربما مزلزلة، بل أننا نشتم تطور شكل الصراع العربي الصهيوني ليأخذ منحى جديدا، تعبر عنه صورة المواجهة القادمة. ولنركز هنا على كلمة السيد نصر الله، التي ألقيت عصر الجمعة الماضي، والتي غطت "الشروق" وقائعها والاستعدادات التي أقيمت من أجلها. قرابة المئة وستون ألف لبوا الدعوة وكانوا على الموعد حين أطل الأمين العام لحزب الله، حيث بدأت مراسم الاحتفال عند الثالثة عصرا في مجمع سيد الشهداء في الرويس والشوارع المحيطة به، وبدأت خطبة السيد نصر الله التي استهلها بعرض مسيرة القادة الشهداء، وما أثارته شهادتهم في دفع مسار المقاومة، وصولا إلى الحديث عن بعض إنجازات الشهيد القائد عماد مغنية في أثناء العمليات العدوانية الصهيونية ومواجهتها، وفي النصر في حرب 2006، وفي عمليات أمنية منها عملية أسر العقيد الصهيوني "الحنان تننباوم". وأكد السيد نصر الله أن إستراتيجية المقاومة هي تحرير الأرض والأسرى والدفاع عن لبنان في وجه الاعتداءات المستمرة، وقال مازلنا ندعم ونؤيد أي حوار وطني يؤدي لإستراتيجية دفاع وطني تتحمل فيها الدولة واللبنانيون جميعا مسؤولية الدفاع عن لبنان، وأضاف أما زوال "إسرائيل" من الوجود، فإنه نتيجة حتمية وقانون تاريخي وسنة إلهية لا مفر منها، وأن هذا أمر قطعي ونحن - يقول نصر الله - نتحدث عن مسار تاريخي في المنطقة، مبديا الاعتقاد أن هذا المسار سيصل إلى نهايته خلال سنوات قليلة، الأمر الذي يعني أننا جميعا سنشهد هذا اليوم العظيم الذي تجتث فيه هذه البؤرة السرطانية من الجسد العربي.ووصف السيد نصر الله اغتيال القائد مغنية بأنه عملية استباقية لما يحضره الصهاينة للبنان والمنطقة، وكشف عن إحدى خطط الكيان الصهيوني للقضاء على المقاومة، فقال: "هم يتحدثون عن إستراتيجية قطع الرؤوس بعد فشلهم في حرب تموز، وان هناك مجموعة قادة جهاديين شكلوا عنصر القوة الرئيسية لحزب الله في حرب تموز، وعليهم أن يشطبوا هذا الجيل، حتى إذا شنوا حربا جديدة يفقد حزب الله والمقاومة القدرة على المواجهة والنصر".وأكد السيد نصر الله أن الاغتيال جاء في سياق حرب مفتوحة وشاملة، وتأسف من أن بعض أحزاب السلطة عادت لنغمة طمأنة القيادات وأن هناك حربا ستقضي على حزب الله والمعارضة في أفريل أو ماي أو جوان..وتوعد السيد نصر الله العدو بحرب غير مسبوقة، إذا شن عدوانا جديدا على لبنان، وقال: "إننا بكل فخر واعتزاز وثقة وبكل إيمان بتضحيات إخواننا وفي مقدمتهم الحاج عماد مغنية مستعدون للمواجهة والدفاع وصنع نصر جديد"، وأضاف: لن يستطيع أحد أن يحمي كل الجبهة الداخلية الصهيونية من صواريخنا، وأما في الاجتياح البري، فإخوانكم.. إخوان الحاج عماد ورفاقه الذين أصبحت عزيمتهم أقوى بشهادته، سيقاتلون جيش الصهاينة عند كل واد وتل وعند كل طريق وأقسم لهم - أي للصهاينة - "ستحملون دباباتكم وضباطكم وجنودكم وسينهار جيشكم عند أقدام عماد مغنية".وأكد السيد نصر الله للعدو: "أننا سنقاتلكم في البر قتالا لم تشهدوه طوال تاريخكم وسيدمر جيشكم في الجنوب ودبابتكم وبقية ردعكم وستبقى إسرائيل بلا جيش، وعندما تصبح إسرائيل بلا جيش لا تبقى، وهنا ما قلته عن أن دم عماد سيخرج إسرائيل من الوجود".وعن الرد على اغتيال مغنية أكد سماحته: "أننا لا يمكننا أن نسكت على قتل أحبائنا وأعزائنا ولن نسمح للعدو بالتمادي في قتل قادتنا وأحبائنا".