تنطلق الخميس حملة "الفرسان الستة" لإقناع الناخبين بضرورة التصويت، وسيكون المواطنون الجزائريون على موعد مع كثير من الكلام، وباقات من الوعود، ولا أحد يدري هل ستكون باقات من الورد أم من الشوك * ومع أن كثيرا من الملاحظين اعتبروا نتيجة هذه الرئاسيات محسومة، وعلى كلّ الأصعدة، إلاّ أن لهؤلاء الفرسان وجهات نظر في دخول هذا المعترك رغم قناعة خمستهم بأنهم جياد خاسرة، حتى لا نقول أرانب لا تصلح حتى لإعداد صحن من الشربة، أو حتى للقلي نتيجة لهزال البرامج التي يستندون إليها، وكذا لضعف الامتداد الشعبي الذي يتمتّعون به..، وطبيعي أن يصرّح أحدهم بأنه دخل هذا السباق الانتخابي ليعزّز مواقع حزبه من خلال الفرصة التي تتيحها هذه الانتخابات في التقرب من الشعب بما أمكن من الوعود، ما دام لن يأتي أبدا اليوم الذي توضع فيه على محكّ التجربة الواقعية. * الطريف في الانتخابات الجزائرية في كلّ طبعاتها بداية من المحلية إلى البرلمانية وصولا إلى الرئاسية، يعد المترشحون بما لا يملكون، ليس هذا وحسب، بل يتطوّر الأمر أحيانا إلى بذل الوعود العصيّة على التحقيق كأن يعد هؤلاء بالقضاء على البطالة أو القضاء على أزمة السكن، والطريف أنه لا أحد يجرؤ على إعطاء الميكانزمات التي سيلجأ إليها لتحقيق ذلك، وكأنّ المترشحين يتعاملون مع شعب أميّ..، وتلك مصيبة الأحكام المسبقة التي تجعل المترشحين يغرقون في الخطابات الديماغوجية، وسيرى الجزائريون خلال هذه الأيام بذلا للوعود والأماني، وهي فرصة لهم على الأقل ليحلموا بواقع أفضل ما دام هذا الواقع المأمول يستعصي دائما على التحقيق. * في الانتخابات الجزائرية تغيب دائما كالعادة البرامج الانتخابية المؤسّسة على الأرقام، والتي يلتزم فيها المترشحون بالآجال الزمنية لتنفيذها، لأنها ببساطة لم تستند أبدا إلى روح الواقع، على خلاف ما نعرفه في الانتخابات التي تجرى في الديمقراطيات الغربية، التي تصنع البرامج الانتخابية فيها النخب الاقتصادية والثقافية والعلمية، والتي يكون فيها الفوز دائما للبرامج الأشد تأثيرا على الصوت الانتخابي، وهو الأمر الذي يؤسف له عندنا فلا برامج واضحة، ولا صراع على قوة الطرح، وإنما هي الديماغوجية، واللّعب على الأحاسيس.. * مشكلة سباق الفرسان الذي سيصل إلى محطّته النهائية بعد أقل من شهر من الآن، أنه بدأ هزيلا ومحسوما، ومادامت هذه هي معطيات البداية فلا غرابة أن يتوقع المواطن الجزائري أن تكون المعركة الانتخابية مختلفة عن سابقاتها، ولكن مهما يكن من أمر لا بدّ أن يكون التفاؤل أحد محطات مسيرة الجزائريين، وأن يكون الحلم بمستقبل أفضل واحدا من عربات قطار جزائر الخير والتضحيات..