رشح فيلم »البيت الأصفر« لعمور حكار ليمثل الجزائر في مسابقة مهرجان الأفلام الطويلة بنوتردام الهولندية الذي يعقد في الفترة من 18 إلى 22 جوان الحالي إلى جانب العديد من الأفلام العربية التي تتنافس على جائزة الدب الذهبي في الدورة الثامنة من المهرجان الذي يمثل لقاءً دوريا للسينما. الفيلم المرشح لجائزة الدب الذهبي، إنتاج جزائري فرنسي للمخرج المغترب عمور حكار باللهجة الشاوية، مايزال منذ عرضه الأول في إطار عاصمة الثقافة العربية يستقطب جمهور النقاد والمهتمين بالسينما في طرحه السينمائي وأسلوب معالجة الأحداث التي تعتمد البساطة وتقدم الحدث في قالب جمالي افتقدته السينما الجزائرية طويلا. الفيلم، الذي توج بجائزة أحسن فيلم في تظاهرة بانوراما السينما الجزائرية وطاف بالعديد من المهرجانات، انتزع الإعجاب والإشادة لأن المخرج يقدم عملا جزائريا بامتياز يتخذ من حياة الجزائريين البسطاء في المداشر والقرى مادة لصناعة مشاهد درامية بسيطة لكنها معبرة تعيد إلى الأذهان أسلوب المخرج الإيراني الكبير عباس كياروستامي والمخرجين الإيرانيين الذين يتخذون من بطولة الأطفال أسلوبا لفرض نظرة مغايرة لجماليات الأشياء وللمحيط والرهانات. الفيلم، يروي قصة عائلة جزائرية في مداشر باتنة تفقد ابنها ويحاول الأب أن يساعد زوجته للخروج من حالة الكآبة المزمنة التي تعيشها، فينصحه أحدهم بدهن البيت بالأصفر حتى تستعيد زوجته ابتسامتها، يحاول ذلك لكنه يفشل فيلجأ لشراء جهاز فيدو لمشاهدة شريط ابنه الذي فقد في حادث سير وخلال هذه الرحلة يميط المخرج اللثام عن الكثير من القضايا في المجتمع الجزائري دون أن ينفي الوجه الإيجابي والمتفائل في حياة الجزائر، وهو ربما من الأفلام القليلة جدا إلى خرجت من زمن الإرهاب والدم أو انتقاد الذات إلى حد الجلد. هو فيلم يقول أشياء وحميميات البسطاء، ربما هذا ما جعله قريبا إلى الواقع وإلى كل من شاهد الفيلم حتى لو لم يفهم لغته. وقد تعمد المخرج، كما سبق أن صرح في العديد من لقاءاته، تعمد أن يبرز الجوانب الإيجابية من المجتمع الجزائري ويراهن على عفوية الممثلين حتى لو كان أغلبهم غير محترفين إذا استثنيا تونس التي أدت دور البطولة.