هدوء في الانتخابات.. صورة: نيو برس صبيحة غائمة وجو بارد عرفته بجاية يوم التاسع من أفريل، وعلى عكس تنبؤات المقاطعين رفض الشارع البجاوي أفكار دعاة المقاطعة، صحيح ان نسبة المشاركة كانت متواضعة في الفترة الصباحية، لكن سبب أغلب الرافضين للذهاب كان نتيجة لما أسموه بعدم امتلاكهم لبطاقة ناخب، أو قضية تعود لما عرفت المنطقة لسنوات من مقاطعة الصناديق. * * ما فعله سعيد سعدي بالعلم الوطني ساهم في رفع نسبة المشاركة * * القناة الأمازيغية الجديدة جددت روح المواطنة لدى البجاويين * * من يتجول في بجاية قبل الانتخابات ويقارنها بالعاصمة يلمح ذلك الهدوء، وكأن الأمر لا يتعلق بانتخابات رئاسية يتنافس فيها ستة مترشحين، فغير صور بوتفليقة ومداومات المترشح الحر التي صنعت طيلة الحملة الانتخابية مشاهد مميزة، استطاعت ان توصل صورة الرئيس المترشح حتى إلى أعالي '' يما ڤوراية''. * ربما الحدث الذي صنع ميزة هذه الرئاسيات القناة الأمازيغية التي كشفت مدى تعطش شريحة كبار السن بوجه الخصوص لأفلام جزائرية بنكهة أمازيغية، كما استطاعت هذه القناة أن تجدد ثقة البجاويين في مؤسسات الدولة، ''عمي محند'' واحد من الذين توجهوا باكرا نحو متوسطة الناصرية لأداء واجب الانتخاب، تجاذبنا معه أطراف الحديث قائلا ''الدولة لم تتركنا يوما، ها هي اليوم تفتح لنا قناة بالأمازيغية، لقد فهمنا ترجمة كل تلك الأفلام التي كنا نرى فيها الصورة ولا نفهم الصوت''، كما قال لنا بأنه لا يهم عمن سيصوت المهم أن لا يحسب صوته ضمن أصوات المقاطعة. * في جميع مراكز التصويت السبعة المتمثلة في كل من مركز التصويت كابن سينا، المقراني، إحدادن وتزبوجة، شهدت مع بداية الأمسية إقبالا من طرف المواطنين، فعلى عكس الانتخابات الماضية عرفت رئاسيات 2009 ببجاية اهتماما من قبل مواطنيها، بعد أن أدرك الكثير أن أصوات المقاطعة خذلتهم، ''خالتي فتيحة'' واحدة من اللواتي فتحن باب الانتخاب بمدرسة الناصرية، وجدناها في طريقها إلى البيت تحمل في يدها قفة تحوي بعض الخبز والحليب، أكدت أن انتخابها اليوم أكثر من واجب، فهي التي فظلت الانتخاب سنوات المقاطعة وسط الكثير من التهديدات، عليها أن تستجيب للنداء، والجزائر اليوم تمر بأحسن أحوالها. * * ما فعله سعيد سعدي قلب ضده الموازين * ''نفوطي سكارة في سعيد سعدي'' جزء من مقاطعي الانتخابات أبدى تذمره مما فعله حزب سعيد سعدي بالراية الوطنية، معتبرا ان "ذلك يتنافى وأخلاقيات الوطنية، فالراية التي ضحى من أجلها مليون ونصف المليون شهيد لا يجب أن تنزع وترفع في مكانها راية سوداء، الجزائر بخير، ولهذا قررت أن أنتخب"، بهذه الكلمات رد علينا سمير أستاذ جامعي، لم يخف عنا أنه كان من الذين سيقاطعون رئاسيات 2009، مؤكدا بأنه لن ينتخب لأجل مترشح بقدر ما قال لنا بأنه يرفض أن يكون مع سعيد سعدي. * من جهة أخرى، أكد رئيس أحد مراكز التصويت بوسط مدينة بجاية، ان ظروف الانتخاب إلى غاية الواحدة بعد الظهر شهدت نسبة مشاركة مرتفعة مقارنة برئاسيات 2004. * من جهة أخرى، ما التمسناه في بجاية أن الكثير من المواطنين لا يحملون بطاقة ناخب أصلا، وغير مسجلين ضمن مكاتب الانتخاب، لا سيما منهم فئة الشباب، فالكثير منهم تجاوز سن الثلاثين ولا يملكون بطاقة الانتخاب، ولم ينتخب ولا مرة واحدة في حياته، غير أن منهم من أعرب لنا عن أمله في الحصول عليها مستقبلا، فيما قال آخرون إنه لا فائدة منها طالما أن أوضاعهم على حالها، نسبة من مواطني بجاية أيضا فضلت المقاطعة نتيجة لما أسمته بعدم تغير الأحوال لا في الماضي ولا مستقبلا. * مراد واحد من الذين بدوا ناقمين على الوضع، لم يخف عنا امله في اللحاق بأخيه في المهجر وترك الجزائر، قبل أن يقاطعه زميله قائلا ''لكن أخاك صوت في فرنسا؟''. * .