كوشنير يعود بخفي حنين إلى رئيسه غادر رئيس الدبلوماسية الفرنسية برنار كوشنير الجزائر، دون أن يحصل على وعد من الرئيس بوتفليقة لحضور القمة الأولى لمشروع الاتحاد من أجل المتوسط، التي تحتضنها باريس في 13 جويلية المقبل، بالرغم من الحرص الكبير الذي أبداه المسؤولون الفرنسيون فيما يتعلق بحضور الجزائر كرقم فاعل في المبادرة التي أطلقها الرجل الأول في قصر الاليزي منذ انتخابه رئيسا الربيع الماضي. * كوشنير اعترف بأن الجزائر لم تحدد موقفها بعد من مشروع ساركوزي، وقال "لم نتلق وعدا من الرئيس بوتفليقة لحضور قمة الاتحاد من أجل المتوسط"، لكنه وفي محاولة لتفادي التأويلات التي يمكن أن تترتب عن هذا الاعتراف، أكد أنه لم يبلغ السلطات الجزائرية بصفة رسمية، دعوة الحضور لموعد 13 جويلية المقبل، بالرغم من أنه لم يعد يفصلنا عن هذا الموعد سوى شهرين فقط من الآن. * وجاء تصريح وزير الخارجية الفرنسي، مناقضا تماما لما أوردته وكالة الانباء الفرنسية، الأسبوع الماضي، خلال زيارة وزيرة الداخلية الفرنسية، ميشال أليو ماري للجزائر، حيث أكدت الوكالة بأن الوزيرة الفرنسية، ستسلم للرئيس عبد العزيز بوتفليقة، بمناسبة هذه الزيارة، دعوة رسمية لحضور قمة الاتحاد من أجل المتوسط، ما يعني أن الطرف الفرنسي، لم يتمكن إلى غاية اللحظة من إقناع الطرف الجزائري بجدوى هذا المشروع، الذي يبدو أنه يواجه برودة في التعاطي معه. * وتتجلى هذه البرودة من خلال ما قاله وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي بحضور كوشنير، حيث أكد بأن "كل القرارات التي تخص المشروع ستمر عبر مصفاة التنسيق الثنائي والجهوي"، ولا سيما ما تعلق منها بالقراءات النقدية لمبادرة ساركوزي، الموصوف بأنه محاولة فرنسية للتطبيع مع الدولة العبرية، بعد ما تبين فشل مسار برشلونة، يضاف إلى ذلك المواقف الفرنسية من قضايا حساسة بالنسبة للجزائر، على غرار استمرار باريس في عدم اعترافها بالجرائم الاستعمارية، وكذا موقفها المنحاز للمغرب في قضية الصحراء الغربية. * وأمام البرودة الملاحظة على الموقف الجزائري في التعاطي مع "حلم ساركوزي"، لم يجد وزير الشؤون الخارجية والأوروبية الفرنسي، ما يغازل به الجزائريين، سوى تأكيده بأن "علاقات فرنسا مع المغرب العربي تبدأ بالجزائر، التي تبقى بلدا محوريا في مشروع الاتحاد من أجل المتوسط"، في تفنيد واضح لما رددته أوساط إعلامية فرنسية بأن بلدانا من الضفة الجنوبية لحوض المتوسط، مرشحة لاحتضان بعض مؤسسات مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط، منها تونس والمملكة المغربية، دون أي حديث عن الجزائر. * وردا على ذلك، قال كوشنير "لم يتم اتخاذ أي قرار بخصوص رئاسة الاتحاد من أجل المتوسط وأمانته العامة"، مشددا على مشاركة الجميع، داعيا الجزائر إلى المشاركة والإسهام "بشكل فعال في تجسيد هذا المشروع".